اخبار المغرب

الأمطار تخلف مناظر خلابة في بومالن

بضواحي منطقة بومالن دادس (إقليم تنغير)، وبالضبط بالقرب من مدخل طريق إكنيون من الطريق الوطنية رقم 10 (أنبذ)، تحولت الطبيعة إلى لوحة فنية بفضل الأمطار الرعدية التي شهدتها المنطقة مؤخرا، والتي لم تكن مجرد زخات عابرة، بل شكلت فرصة للطبيعة لتعرض جمالها الساحر والخلاب.

بومالن دادس، التي تشتهر بجمالها الطبيعي وتضاريسها الجبلية الفريدة، أصبحت مؤخرا وجهة سياحية مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرات. الأمطار الرعدية التي هطلت في الأيام القليلة الماضية بالمنطقة خلفت وراءها مناظر طبيعية تأسر الألباب، حيث تحولت الأودية إلى أنهار جارية، والجبال إلى مسارح لعروض المياه الراقصة، وضايات مائية تسر الناظرين.

منظر هذه الضاية بعد الأمطار يعكس لوحة فنية تجمع بين الألوان الطبيعية الزاهية والمناظر الخلابة التي تتميز بها واحة بومالن دادس. الأشجار التي كانت تعاني من الجفاف بدأت تظهر علامات الحياة من جديد، حيث تحولت أوراقها إلى الخضرة النابضة بالحياة. هذا التحول ليس مجرد مشهد جمالي، بل دليل أيضا على أهمية الأمطار في توازن النظام البيئي المحلي.

من الناحية السياحية، تعتبر هذه الظاهرة فرصة ذهبية لتعزيز السياحة الداخلية والوافدة. الزوار يتدفقون ليس فقط للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة، بل أيضا لممارسة الأنشطة المتعلقة بالطبيعة مثل التنزه، التصوير الفوتوغرافي والتخييم. هذا الاهتمام يعزز من الوعي البيئي ويسلط الضوء على أهمية حماية هذه المناطق الطبيعية.

وتوقع عدد من المرشدين السياحيين بالمنطقة أن تبدأ الوكالات السياحية في تنظيم جولات مخصصة لاستكشاف هذه المناظر الجديدة، مما يساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي، كما أن هذه الأحداث الطبيعية تشجع على تطوير مشاريع مستدامة تهدف إلى الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.

وفي هذا الإطار، قال إبراهيم الغساوي، فاعل جمعوي بالمنطقة، إن “ظهور ضايات مائية وعودة الحياة إلى الواحات والخلاء ليست مجرد حدث عابر، بل هي دعوة للمهتمين للتفكير في كيفية الاستفادة من هذه الطبيعة الساحرة بطرق مستدامة”، مضيفا أن “الأمطار لم تأت فقط لتجدد المناظر، بل أتت أيضا لتعزز الوعي بأهمية المحافظة على البيئة وتنميتها بشكل يتناسب مع احتياجات السكان والزوار”.

وكشف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المنطقة بفضل هذه الزخات، “تقدم درسا قيما في كيفية التعايش مع الطبيعة باحترام وحب”، مؤكدا أن التنمية السياحية التي تأتي على إثر هذه المناظر الخلابة “يجب أن تكون متوازنة، تحترم البيئة وتعزز من تنوعها البيولوجي”، معتبرا أن “هذا النهج يضمن استدامة هذه الموارد الطبيعية ويجعل من بومالن دادس وجهة سياحية مستدامة تجذب الزوار ليس فقط لجمالها الطبيعي، بل أيضا لمساهمتها في الحفاظ على البيئة”.

وختم الغساوي تصريحه بالقول إن “ضاية بومالن دادس بعد الأمطار الرعدية، لم تعد مجرد مكان للزيارة، بل أصبحت رمزا للجمال الطبيعي الذي يتجدد ويتغير”، داعيا إلى “التفاعل مع هذا التحول بطريقة تحافظ على هذا الجمال للأجيال القادمة، وهي دعوة للاستمتاع بالطبيعة، والتعلم منها والمساهمة في حمايتها”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *