اخبار المغرب

“الأحزاب القوية” في موريتانيا ترفض لقاء مبعوث لزعيم الانفصاليين في تندوف

علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر حزبي موريتاني أن الحزب الحاكم في موريتانيا، ومجموعة من أحزاب المعارضة القوية والمؤثرة في الساحة السياسية في هذا البلد، رفضت لقاء المسمى “السالك ببيه”، مستشار زعيم جبهة البوليساريو، الذي زار موريتانيا مؤخرا، حيث التقى بقيادات أحزاب صغيرة، على غرار حزب “نداء الوطن” وحزب “الكرامة” وحزب “التحالف الشعبي التقدمي”، التي عبرت عن دعمها الجبهة الانفصالية.

وشدد المصدر الذي تحدث لهسبريس على أن “موقف هذه الأحزاب التي التقت بمبعوث جبهة البوليساريو إلى موريتانيا لا يعكس بأي شكل من الأشكال حقيقة الموقف الرسمي والشعبي لهذه الأخيرة”، موضحا أن “الأمر يتعلق بمواقف خاصة بجزء بسيط من الأحزاب السياسية الموريتانية، إذ يوجد 25 حزبا سياسيا معترفا به في البلاد، وبالتالي فهذه مجموعة قليلة من الأحزاب التي قبلت أن تلتقي بالمبعوث الذي زار موريتانيا مؤخرا”.

وسجل المصدر الموريتاني ذاته أن “هذا المبعوث حاول أن يلتقي بقيادات وشخصيات مجموعة من الأحزاب العتيقة والقوية لكن لم يتأت له ذلك، لأن هذه الأحزاب تحافظ على الموقف الرسمي للحكومة والشعب الموريتاني، الذي هو موقف الحياد الإيجابي في قضية الصحراء”، مشيرا إلى “وجود أحزاب لديها مواقف واضحة وجريئة وتدعم الموقف الرسمي للحكومة المغربية حيال هذا النزاع”، ومشددا على أن “كل المترشحين السبعة للانتخابات الرئاسية يدعمون الحيادية الإيجابية لنواكشوط في هذا النزاع، بل إن منهم من لديهم مواقف أكثر تقدما”.

طبيعة الحقل السياسي

تفاعلا مع الموضوع ذاته قال سعيد بركنان، محلل سياسي، إن “موريتانيا تقف موقف الحياد الإيجابي في هذا النزاع المفتعل حول أحقية المغرب في سيادته على صحرائه، وتعتبر حسب الأمم المتحدة طرفا في جلسات الحوار التي تدعو إليها من خلال تفعيل آلية الموارد المستديرة لتحريك الملف وإخراجه من النفق السياسي المظلم”.

وأضاف بركنان أن “الحقل السياسي الموريتاني، الذي يتسم إلى حد ما مقارنة بدول الجوار الأخرى بنوع من الديمقراطية في تأسيس الأحزاب وفي مشاركتها في تأثيث المشهد السياسي الموريتاني، لا بد له أن يعرف نوعا من التأثر بطبيعة النزاع الدائر في المنطقة الإقليمية، وأن تحدد هذه الأحزاب مواقفها من المخططات الإقليمية الإستراتيجية التي تحدد مستقبل موريتانيا ومنطقة الساحل والصحراء”.

وأوضح المصرح لهسبريس أن “الأحزاب نظريا تعبير عن إرادة سياسية ومبادئ وتوجهات، وكذلك مواقف إيديولوجية جماعية تتجه لتأطير المواطنين من أجل الحصول على الأغلبية والوصول إلى الحكم، حسب تلك المبادئ والتصورات وتنزيلها على أرض الواقع، لذلك فوجود مواقف حزبية موريتانيا تدعم البوليساريو يمكن قراءته في مجموعة من الاتجاهات”.

أول هذه الاتجاهات، يورد المتحدث ذاته، هو “ظهور هذه المواقف في المواسم السياسية فقط، مثل حملة الانتخابات الرئاسية، وهذا معناه أنها مواقف ضعيفة ولا تملك قاعدة صلبة وعريضة يمكن أن تصل إلى الضغط على الموقف الرسمي للدولة الموريتانية؛ أما الثاني فهو ارتباط موقف هذه الأحزاب بفترة الانتخابات، إذ يبدو أنها لا تدخل في حلقة المنافسين الأقوياء على الفوز بها، وبالتالي فمواقفها ليست لها دوافع إستراتيجية، بل لا تعدو كونها مواقف سياسية تعطى للاستفادة من الدعم المالي الذي توفره الدول المعادية للوحدة الترابية للمغرب”.

فشل انفصالي

محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، قال إن “تحركات البوليساريو الأخيرة لإعادة إحياء طرحها في العديد من المناطق من خلال الاستعانة ببعض الأحزاب والتنظيمات السياسية، على غرار ما حدث مؤخرا في لبنان، ثم موريتانيا اليوم، يؤكد فشل الطرح الانفصالي في استدراج مواقف الدول ورهانه على مواقف أحزاب غير مؤثرة، بل لا تشارك حتى في صياغة القرار السياسي في بلادها”.

وأضاف عطيف في تصريح لهسبريس أن “تراجع المشروع الانفصالي في العديد من المناطق في العالم دفع بالكيان الوهمي، ومع النظام الجزائري، إلى العمل على تحريض بعض التنظيمات السياسية التي تتقاطع أجندتها مع أجندة أعداء المملكة المغربية للتشويش على المسار الذي قضية الوحدة الترابية والتغطية على خفوت الطرح الانفصالي، والاستمرار في تخدير عقول ساكنة مخيمات تندوف”.

وسجل المتحدث أن “محاولة الجبهة الانفصالية التشويش على المواقف الرسمية لمجموعة من الدول حيال قضية الصحراء المغربية باستعمال ورقة الأحزاب هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لهذه الدول وفي قراراتها السيادية”، مشددا على أن “البوليساريو لا تتوفر على أي شيء يمكن أن تقدمه للموريتانيين، بل إن استمرار وجودها يشكل تهديدا للأمن القومي الموريتاني وعامل من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة”.

.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *