“اقتصاد السينما” يلاقي مهنيين في تطوان
يواصل مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط فعاليات دورته الثامنة والعشرين، ببرمجة متنوعة تضم مجموعة من الأنشطة والندوات واللقاءات الثقافية والفكرية بين عشاق وصناع السينما.
وفي هذا الصدد، التقى عدد من صناع وصانعات السينما المتوسطية لأول مرة في أيام تطوان للصناعة السينمائية؛ وهي البادرة التي حولت مدينة “الحمامة البيضاء” إلى حاضرة سينمائية، وإلى دائرة للنقاش حول اقتصاد السينما التي تحولت إلى تجارة مربحة ضمن سوق التجارة الدولية في الخدمات الثقافية، وهي التجارة التي باتت تدر المليارات وتساعد في تنمية قطاع السينما بالدول.
وعرفت أيام الصناعة السينمائية ضمن فعاليات هذه الدورة من المهرجان لقاء خمسة عشر مخرجا ومنتجا وموزعا ينتمون إلى 8 دول، هي المغرب ومصر والأردن والبرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا، من أجل مناقشة رهان الصناعة السينمائية وتحدياتها في المغرب الذي يعد بلدا صاعدا وواعدا في هذا المجال إلى جانب الأردن وجنوب إفريقيا.
وتكلف المخرج والمنتج المغربي جمال السويسي بإدارة أيام الصناعة السينمائية، حيث قال على هامش حضوره ضمن يوميات المهرجان إن المغرب قد أضحى من الجهات التي تأتي إليها الإنتاجات الأجنبية. كما أنّ هنالك محاولات إنتاج مشتركة منها ما نجـح نسبيا ومنهـا ما لم يحقق النجاح، حيث دعا إلى ضرورة مراجعة الاتفاقيات الدولية التي تجمع المغرب بدول شريكة في هذا الباب مـن أجـل صناعة سينمائية حقيقية وعادلة.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن المغرب يتوفر على إمكانيات كبيرة؛ لكن للأسف لا يتم تسخيرها كلها من أجل النجاح على مستوى الإنتاج الدولي، على غرار ما يحدث في الدول الأخرى رغم المنافسة الدولية المحتدمة.
واعتبر السويسي أن أيام الصناعة السينمائية في مهرجان تطـوان بادرة رائعة وقيمة وحجم المشاركين فيها دليل على نجاحهـا منذ انطلاقتها، مبرزا أنها لبنة قوية ترقى إلى المستوى العالمي بكل المقاييس ومن شأنها أن تساهم مباشرة في جلب الإنتاجات للجهة والبلاد وخلق دينامية اقتصادية سينمائية كبيرة ومباشرة.
واقترح المخرج والمنتج المغربي أن تركز الدولة على تجارب المنتجين والمستثمرين المغاربة في الصناعة السينمائية، من أجل بناء استراتيجية عميقة ومربحة على المدى الطويل.
وأضاف أنه “وبقدر ما يرحب المغرب بالإنتاجات السينمائية الأجنبية ويستضيفها، ويحقق منها عائدات بالمليارات يجب في المقابل اليوم أن يدعم الإنتاج الوطني المحلي وأن يعـرف به ويروج له وطنيا ودوليا”.
المصدر: هسبريس