اقتراب الصيف يعيد إلى الواجهة ندرة المراحيض العمومية في المدن المغربية
مع اقتراب فصل الصيف بالمغرب جددت جمعيات بيئية مطالبتها بإحداث مراحيض عمومية بمختلف المدن التي من المرتقب أن تعرف توافدا كبيرا من قبل السياح الأجانب والمغاربة.
وهذا المطلب يتجدد كل سنة بالنسبة للمدافعين عن البيئة بالمغرب، الذين يرون أن “غياب مراحيض عمومية بالمدن يؤثر بشكل واضح على الوسط البيئي، ويساهم في تلويث العديد من الأماكن”.
وترى هذه الجمعيات أن صيف 2024 هو “الموعد المحدد لبدء إحداث المراحيض العمومية، وتقديم هذه الخدمة التي يحتاجها عدد كبير من المواطنين”.
ومع إحداث هذه المراحيض تؤكد الجمعيات عينها أن “توفر هذه الخدمة يتطلب وعيا مجتمعيا بالحفاظ عليها، وتجنب تعريضها للتخريب، والمساهمة في تلويثها هي الأخرى”.
وقال أيوب كرير، رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”: “نطالب في مراسلاتنا المستمرة للسلطات دائما وأبدا بإحداث مراحيض عمومية بمختلف المدن المغربية، وهذا الصيف نجدد هذا المطلب”.
وأضاف كرير لهسبريس أن غياب مراحيض عمومية بالمدن المغربية ” يسيء إلى المواطن المغربي من جهة، وإلى صورة البلاد أمام السياح الأجانب المتوافدين على المملكة”.
وأورد المدافع عن البيئة أن “غياب مراحيض عمومية يسيء إلى صورة المغرب، ولا يخدم العديد من المواطنين المغاربة، خاصة المرضى الذين يحتاجون قضاء أغراضهم الطبيعية أكثر من مرة خلال تنقلهم”، موضحا أن “غياب هذه المراحيض يساهم في تلويث الوسط البيئي بالمدن المغربية، والإضرار بصورتها”.
وشدد المتحدث عينه على أن “المراحيض العمومية لها العديد من الوظائف التنموية، وفي فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة، سيكون إلقاء الفضلات الطبيعية للإنسان مساهما بقوة في انتشار الفيروسات، وتلويث الهواء”.
وتابع كرير: “المراحيض العمومية مطلبنا لهذا الصيف، قصد تجنيب الوسط الطبيعي بالمدن المغربية مخاطر صحية وبيئية لا يعلم الكثير عنها”، لافتا إلى أن “التقارير الدولية تؤكد وجود هذه المخاطر في ظل غياب المراحيض العمومية، الذي لا يؤثر فقط على الوسط البيئي للإنسان، بل يطال أيضا حيوانات أليفة ضالة في شوارعنا”.
من جانبه قال رشيد فسيح، رئيس جمعية “بييزاج لحماية البيئة” بأكادير: “مطالبتنا بإحداث مراحيض عمومية دائمة ولا ترتبط بفصل الصيف أو الشتاء”.
وأضاف فسيح لهسبريس أن “توفير المراحيض العمومية يحفظ كرامة المواطنين، ويفتح المجال لمحاربة ظواهر مثل التبول على الجدران؛ وهي من الأساسيات التي يجب أن تتوفر في خدمة المواطن، على الخصوص كبار السن والمرضى”.
وشدد المتحدث عينه على أن “المواطن بدوره مطالب بأن يكون له وعي بأهمية الحفاظ على هاته المراحيض في حالة توفرها”، مبينا أن “مرحاضا عموميا تم وضعه بشكل تجريبي في أكادير تعرض للتخريب”.
والسلطات أيضا مطالبة، إلى جانب إحداث المراحيض العمومية، وفق الناشط البيئي ذاته، بأن “تقوم بعمليات مراقبة وصيانة وتتبع لهذه المراحيض في حال قررت إنشاءها بالمدن المغربية”، موردا: “السبب وراء عدم تجاوب السلطات مع مطالبنا يعود إلى هاته الهواجس التنظيمية وليس تلك المتعلقة بالتمويل”.
المصدر: هسبريس