أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين، ردود فعل يغلب عليها الارتياح الحذر في دول المغرب الكبير. وكشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن هذا الإعلان، الذي جاء من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أول أمس الاثنين، قوبل بترحيب شعبي في المنطقة، وإن شابته تساؤلات حول فعاليته وتوقيته.
ورحبت أوساط تونسية، بحسب التقرير، بالقرار الفرنسي، بينما نقلت المجلة عن وزير خارجية تونسي أسبق تلخيصه للموقف بقوله إن “هذه الخطوة من فرنسا مهمة ولكنها على الأرجح لن تكون كافية في مواجهة الفيتو الأمريكي خلال تصويت مجلس الأمن”. وأشار المصدر ذاته إلى أن آخرين على شبكات التواصل الاجتماعي اعتبروا أن الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذ قرارا إنسانيا وتاريخيا، فيما ذكر محلل سياسي أن الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة كان قد اقترح حل الدولتين بالفعل في خطاب أريحا الشهير عام 1965.
وتباينت المواقف الرسمية في المنطقة، حيث أوضح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده تعترف بحدود فلسطين التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967، فيما أكد نظيره التونسي قيس سعيد أن فلسطين بأكملها ملك لشعبها وعاصمتها القدس.
وأشار التقرير إلى الوضع المختلف في المغرب، الذي انضم إلى اتفاقيات أبراهام عام 2020، مع استمراره في المطالبة بـ”وقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة”. وتطرقت المجلة إلى التأثير الذي كان يمكن أن تحدثه مبادرة سلام مغربية، خاصة وأن العاهل المغربي الملك محمد السادس هو أيضا رئيس لجنة القدس، مما يمنحه صلاحية للتدخل في الصراع.
واعتبرت خبيرة في شؤون الشرق الأوسط، في تصريح لـ”جون أفريك”، أن “كل شيء لا يزال يتعين القيام به”، مضيفة أن اعتراف ماكرون في خطابه بواقع الاحتلال الإسرائيلي هو “النقطة الأكثر أهمية على الأرجح والتي سيرفضها بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب جملة وتفصيلا”. وكشف المصدر أن هذه الخطوة جاءت نتيجة جهود قادتها فرنسا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي تمثل المرحلة الأولى من عملية لا تزال تفاصيلها غير واضحة.
وختمت “جون أفريك” تقريرها بالإشارة إلى أن الأوساط في تونس تتابع أيضا تقدم أسطول “الصمود” الإنساني، بينما نقلت عن مؤرخ قوله إن “الاعتراف ملزم” وإن “كل شيء لا يزال يتعين القيام به”، معبرا عن أمله في إمكانية حدوث تغيير في موقف دونالد ترامب، الذي لا يمكنه الموافقة على الفظائع المرتكبة في غزة، على حد تعبيره.
المصدر: العمق المغربي