اسليمي: الدور آتٍ على النظام الجزائري وهذه سياقات زيارة ولد الغزواني للمغرب
قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد الرحيم منار اسليمي، إن النظام الجزائري يواجه تحديات داخلية وإقليمية متزايدة، مؤكدًا أن سقوط النظام العسكري في الجزائر قد يكون وشيكًا، بعد سقوط بشار الأسد.
وأوضح اسليمي، في مقطع فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب، أن الجزائر تعيش أجواء مشحونة، خاصة في مخيامات تندوف، مؤكدا وجود انفلات أمني حاد خلال الأيام الماضية.
وحسب المتحدث، فإن هناك قمعا متزايدا في المخيمات، حيث تحاصر الميليشيات السكان الراغبين في المغادرة، مدعومة بإطلاق نار من الجيش الجزائري ضد الفارين. مشيرا أن رئيس جمهورية القبائل، فرحات مهني، أكد هو الآخر أن الجزائر على حافة الهاوية، وأن سقوط نظام الأسد في سوريا شكل ضربة للنظام الجزائري.
أستاذ العلاقات الدولية أوضح أن النظام العسكري الجزائري يعاني من تراجع شرعيته، حيث تم اعتقال آلاف الجزائريين في ظل غياب تام للحقوق والحريات. مضيفا أن الادعاءات الجزائرية بدعم القضية الفلسطينية تبدو متناقضة مع القمع الداخلي الذي يمارسه ضد شعبه.
فيما يتعلق بزيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى المغرب، أشار السليمي إلى أن هذه الزيارة غير المعلنة مسبقًا جاءت في ظل تطورات مهمة في العلاقات المغربيةالموريتانية. ومن بين القضايا البارزة، رفع الرسوم الجمركية الموريتانية على الصادرات المغربية، ورد المغرب بإنشاء خط بحري جديد من الجزائر إلى دكار. كما تأتي الزيارة بعد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لموريتانيا، حيث يُعتقد أنه ناقش قضايا إقليمية حساسة.
من جهة أخرى، أشار السليمي إلى أن التسريبات الاستخباراتية الأمريكية التي كشفت عن عدم رغبة موريتانيا في إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء خوفا من تداعياته على أمنها القومي، رغم إعلانها الحياد الإيجابي، ياتي ايضا ضمن سياقات الزيارة.
ولفت إلى أن المغرب يواصل تعزيز دوره في القارة الإفريقية عبر مبادرات مثل مشروع أنبوب الغاز النيجيريالمغربي والمبادرة الأطلسية لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي. كما أثبتت المملكة التزامها بدعم استقرار ليبيا، من خلال استضافتها لجولات الحوار الوطني الليبي. وأكد السليمي أن المغرب يلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الليبية، مشيرا أن اتفاق الصخيرات لعام 2015 شكل مرجعية أساسية لحماية المؤسسات الليبية.
وأشار إلى أن جولة المفاوضات الأخيرة التي جمعت بين الأطراف الليبية بالمغرب، مفادها أن المغرب شريك موثوق يلتزم بدعم استقرار ليبيا. عكس عدد من دول الجوار التي تحاول انتهاز الفرص لضرب المؤسسات الليبية.
المصدر: العمق المغربي