استمرار القتل والتجويع في قطاع غزة يحزن طلبة فلسطين المستقرين بالمغرب
تدخل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها السادس في ظل استمرار عداد القتلى والنازحين في الارتفاع، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 32 ألفا، وتجاوز عدد النازحين مليونا ونصف المليون، إضافة إلى تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة ونقص الإمدادات بسبب قرار تل أبيب حظر دخول قوافل “الأونروا” إلى القطاع، في وقت تصر فيه الحكومة الإسرائيلية على المضي قدما في عمليتها العسكرية رغم تراجع التأييد الدولي لها، بحسب مراقبين.
وإذا كانت الأسر الغزاوية تعيش على وقع القصف والجوع والألم، فإن لأبنائها خارج القطاع كما هو حال الفلسطينيين المقيمين في المغرب، نصيبهم أيضا من هذا الألم الذي يُغذيه قلقهم المستمر على مصير عائلاتهم وذويهم وتزيده ضراوة المشاهد اليومية التي تنقلها الفضائيات واستعصاء التواصل مع من بقي منهم على قيد الحياة نتيجة الانقطاع المتكرر لخدمات الاتصالات والإنترنت في مناطق الحرب.
في هذا الصدد، قال جبر خالد أبوزر، طالب فلسطيني من قطاع غزة يُتابع دراسته الجامعية بالمملكة المغربية، إن “أزيد من 120 طالبا غزاويا موجودون في المغرب يتقاسمون مشاعر الحزن والقلق على مصير عائلاتهم التي تركوها هناك”، موردا أنه فقد العديد من أصدقائه ومعارفه في هذه الحرب التي يشنها الاحتلال على مسقط رأسه مستعملا كل الوسائل، بما فيها التقتيل والتجويع.
وأضاف الطالب الفلسطيني ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “جميع الفلسطينيين هنا في المغرب لا يتمكنون من التواصل بشكل يومي مع عائلاتهم في غزة بسبب قطع الاتصالات والكهرباء على القطاع، وهو ما يُفاقم من مخاوفنا، إذ لا يُغمض لنا جفن ولا يحلو لنا طعام ولا شراب ونحن نعلم أن أقاربنا يعانون الأمرين ومهددون بالموت في أي لحظة في ظل استمرار مشاهد التقتيل وتردي الوضع الإنساني في القطاع”.
أبوزر الذي كان من المستفيدين من المنح الإضافية التي أمر العاهل المغربي بصرفها لفائدة الطلبة الفلسطينيين في فبراير الماضي، أشاد بهذه المبادرة الإنسانية التي تعبر عن تضامن المغاربة قيادة وشعبا مع الشعب الفلسطيني، مُمنيا النفس بـ”تكاثف الجهود العربية لوقف هذه الحرب وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة الذين باتوا بين سندان الرصاص ومطرقة الجوع والعطش”.
من جهته، قال فرج البحيصي، مواطن غزاوي بالمغرب: “سبعة من أفراد عائلتي، أمي وأبي وإخواني، محاصرون في غزة ويعانون ويلات الجوع تحت قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يستثني أحدا”، مضيفا أن “الفلسطينيين في المغرب يعيشون على وقع القلق الدائم والخوف على أسرهم في غزة، إذ نفيق كل صباح على أخبار الموت واستطلاع ما إذا كان أحد أقربائنا أو معارفنا قد قضى نحبه شهيدا”.
وأردف البحيصي، في تصريح لهسبريس، أن “استعصاء التواصل مع ذوينا في قطاع غزة المُحاصر ممن ما زالوا على قيد الحياة يُعمق من مشاعر القلق والخوف لدينا، غير أننا نتسلح بإيماننا بالله تعالى وبقدرة شعبنا على الصمود والانتصار في هذه المعركة الوجودية ضد الكيان الصهيوني”، موضحا أن “هذا الخوف الدائم والمستمر أثر على نفسيتنا، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يأتي في أجواء يخيم عليها الحزن الممزوج بأمل في نصر قريب”.
في المقابل، أشاد المتحدث ذاته بدوره بـ”المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني، وبوقوف الشعب المغربي مع شقيقه الفلسطيني وخروجه شبه اليومي إلى الشوارع في مسيرات تضامنية تنديدا بمجاز الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل”، معتبرا أن “العرب جميهم مطالبون بالوقوف بكل إمكانياتهم مع فلسطين مثلما يفعل الغرب مع الكيان المحتل”.
المصدر: هسبريس