استكتاب يوثق نصف قرن من البحث في التاريخ القديم لمنطقة شمال إفريقيا
اهتمام أكاديمي مغربي مستمر بتاريخ شمال إفريقيا القديم، يحضر في استكتاب فتح لتوثيق نصف قرن من الجهود البحثية في تاريخ المنطقة القديم، ورؤاها، بين سنتي 1970 و2020.
استكتابُ المؤلف الجماعي الجديد، فتحه فريق البحث “المغرب وبلدان الساحل والصحراء: تاريخ وتراث”، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر، وتضم لجنته العلمية أساتذة باحثين من جامعات أكادير ووجدة ومراكش ومن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
يهتم هذا المولود البحثي المرتقب بمجال وسكان شمال إفريقيا القديم وهويته الثقافية، والكيانات السياسية المحلية وإشكالية العلاقات مع القوى المتوسطية، وأشكال ومجال التدخلات الأجنبية الفينيقية والرومانية والوندالية والبيزنطية، والمواقف المحلية منها، والمعتقد والدين والتدين بشمال إفريقيا القديم، وحجم وعمق انتشارها، وواقع وآفاق البحث في هذا المجال، وممكنات الاهتمام العلمي في ضوء الكتابات المعاصرة ومستجدات البحث الأركيولوجي.
تقول ديباجة الاستكتاب إن واقع البحث التاريخي المغربي حول تاريخ شمال إفريقيا القديم، رغم ما حقق عبر عقود، يستدعي اليوم “وقفات وتساؤلات متعددة”.
وتنطلق الديباجة من تشخيص المؤرخ عبد الله العروي لواقع البحث في شمال إفريقيا القديم إلى حدود أواخر الستينات، حين كتب في “مجمل تاريخ المغرب”: “لم يول المغاربة المعاصرون اهتماما كبيرا للحقبة التي نناقش أخبارها، فارتكبوا بذلك خطأ فادحا”، و”رأوا المستعمرين يمجدون روما فانحازوا تلقائيا إلى جانب قرطاج، خضوعا للأسطورة القائلة إن شمال إفريقيا منطقة يتجاذبها باستمرار الشرق والغرب”.
وتتساءل ديباجة الفريق العلمي للمشروع البحثي: “إذا كان هذا هو الوضع عموما إلى حدود أواخر ستينات القرن الماضي، فما حصيلة البحث اليوم بعد مرور أزيد من نصف قرن على هذا التشخيص؟ خاصة وأن تاريخ المنطقة في العهود القديمة قد شهد منذ ذلك الحين اهتماما متزايدا كما يبرهن على ذلك ارتفاع عدد المؤتمرات والمناظرات والإصدارات المغاربية والغربية على حد سواء، التي لها صلة بالموضوع”.
ومن المرتقب أن يسلط هذا العمل الضوء على “الدراسات والأبحاث المعاصرة التي شكلت منطقة شمال إفريقيا القديمة موضوعا لها”، مع “تحديد معالمها وملامحها، وإبراز أهم المواضيع التي استأثرت أكثر من غيرها باهتمام الباحثين والدارسين”.
كما يعتزم هذا العمل مساءلة “الأسباب العميقة التي كانت وما تزال تحول دون حصول إجماع أو توافق بين المعاصرين إن على مستوى التحقيبات، أو المصطلحات، أو الأحداث وما ارتبط بها من تأويلات أو تمثلات، لتشكل موضوع نقاش بين ثلة من الباحثين في التاريخ القديم بأجيالهم المختلفة على حد السواء”.
المصدر: هسبريس