عبّر عدد من الأطر التربوية والأسر بإقليم الحوز عن قلقهم من استمرار الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية في ظل التقلبات الجوية الراهنة وصعوبة التنقل ببعض الجماعات القروية، في وقت علّقت فيه مؤسسات تعليمية الدراسة في مناطق أخرى تُصنّف بدرجات خطورة أقل.

وحسب معطيات متطابقة، فإن مؤسسات تعليمية بعدد من الجماعات القروية التابعة للإقليم، من بينها ثلاث نيعقوب، أجوكاك وإغيل، واصلت استقبال التلاميذ رغم الظروف المناخية الصعبة، وما رافقها من تساقطات مطرية وانجرافات جزئية وصعوبة في الولوج، خاصة على مستوى المسالك الطرقية.

وفي هذا السياق، أفادت معلمة تشتغل بإحدى المؤسسات التعليمية بجماعة ثلاث نيعقوب، في تصريح لـها “لجريدة العمق” أن الدراسة لم يتم تعليقها بالمؤسسة رغم الوضعية الجوية، مضيفةً أن تنقل الأطر التربوية والمتعلمين يتم في ظروف وصفتها بـ“المقلقة”، خاصة مع تسجيل تساقط الأحجار في بعض المقاطع الطرقية، موضحة أن هذا الوضع يخلق حالة من الخوف وعدم الاطمئنان، في ظل غياب بلاغ رسمي واضح.

ومن جهته أشار رضوان الرميتي، ممثل المتصرفين التربويين مركزيًا في اللجن الإدارية المتساوية الأعضاء، في تدوينة على فيسبوك، أن التعامل مع النشرات الإنذارية يعكس ارتباكًا واضحًا، ومؤكّدًا أن بعض المديريات في الوسط الحضري تصدر بلاغات رسمية لتوقيف الدراسة، بينما المديريات في المناطق القروية والجبلية تقتصر على تعليمات وصفها “بالخفية” لبعض المؤسسات فقط، دون بلاغ عام واضح، متسائلًا حول أسباب هذا التباين في القطاع التربوي.

وفي مقابل ذلك، لجأت بعض المؤسسات التعليمية داخل الإقليم إلى تعليق الدراسة بشكل منفرد، اعتمادًا على تقديرها المحلي للوضع، بينما استمرت مؤسسات أخرى، داخل نفس الجماعة أو جماعات مجاورة، في العمل، رغم تشابه الظروف المناخية، وهو ما أفرز حالة من التباين في تنزيل الإجراءات الوقائية.

ويرى متابعون للشأن التربوي بالإقليم أن هذا التفاوت في القرارات يطرح إشكالية توحيد الرؤية، خاصة في مناطق تُصنّف ضمن المجالات الهشة والمعرّضة تاريخيًا لتداعيات التقلبات المناخية، مؤكدين أن غياب قرار موحد يضع الأسر والأطر أمام اختيارات صعبة.

ويأتي هذا الوضع في وقت صنّفت فيه نشرة إنذارية حديثة إقليم الحوز ضمن درجة خطورة متقدمة، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول آليات التفاعل مع التنبيهات الجوية، وحدود الاجتهاد المحلي في قضايا ترتبط بالسلامة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.