أوقفت الشرطة الإسبانية عشرة مواطنين فرنسيين كانوا يتخذون من “كوستا ديل سول” مركزا لعملياتهم؛ وذلك على خلفية الاشتباه في تورطهم في اختطاف مواطن مغربي ينحدر من نواحي مدينة الناظور، العام الماضي بمنطقة ماربيا، لحساب جهات ما في إطار تصفية الحسابات، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الداخلية الإسبانية.

وذكر البيان ذاته أن التحقيقات في هذه الجريمة انطلقت في أكتوبر من السنة الماضية، بعد الاحتجاز غير القانوني لمواطن مغربي تعرّض للاعتداء والاختطاف في موقف سيارات تابع لمطعم بمدينة ماربيا، حين كان برفقة أحد أصدقائه، حيث باغته مجموعة من الأشخاص وقادوه إلى وجهة مجهولة، قبل أن يُطلَق سراحه بعد أيام من الاحتجاز في بلدة “توري دي بنغالْبون” التابعة لإقليم مالقا.

وحسب وسائل إعلام إسبانية تناولت الخبر حينها، فإن الخاطفين طلبوا من معارف المغربي المُختطَف دفع فدية مقابل إطلاق سراحه، حيث تم تسجيل مقطع فيديو للمعني بالأمر وهو مقيَّد اليدين بشريط أسود لاصق ومغطى الرأس، يوجّه فيه رسالة إلى شخص يُدعى “سفيان” بالأمازيغية الريفية، يطلب منه الاستجابة لمطالب الخاطفين بسرعة لأنهم يعذبونه.

ووفق المصادر ذاتها التي اطّلعت على مقطع الفيديو، الذي تقارب مدته 30 ثانية، فإن المغربي المُختطَف ظهر عاريا وهو مصاب بجروح في أصابع رجله توحي بتعرّضه للعنف. كما ظهرت آثار كدمات على أنفه وفمه الذي بدا محطّما، رغم أن وجهه كان ملفوفا بشريط لاصق رمادي بشكل شبه كامل.

وكان المعني بالأمر لحظة اختطافه برفقة أحد المواطنين المغاربة الآخرين، الذي تعرّض بدوره للضرب من لدن الخاطفين. وأثار الصخب الذي رافق هذه العملية انتباه عدد من الشهود الذين سارعوا إلى إبلاغ عناصر الشرطة بالحادث على الفور، والتي باشرت عملها تلك الليلة بجمع تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة.

ورجّح المحققون أن الحادث مرتبط بالجريمة المنظمة، وأن مبلغ الفدية المطلوب قد دُفع بالفعل.

وإلى جانب إيقاف المواطنين الفرنسيين العشرة، أكدت وزارة الداخلية الإسبانية أن ضباط الشرطة الوطنية التابعين للفرقة الإقليمية للشرطة القضائية بمقاطعة مالقا نفذوا عمليات متفرقة عديدة لإضعاف الشبكات التي تنشط في منطقة “كوستا ديل سول”، أسفرت عن تفكيك سبع منظمات إجرامية واعتقال 55 شخصا.

وأشارت الوزارة ذاتها إلى ضبط 37 قطعة سلاح وذخائر كانت بحوزة العصابات الإجرامية التي تنشط بالمنطقة، إضافة إلى حجز كمية ضخمة من المخدرات بلغت أكثر من 8 أطنان من الحشيش والكوكايين، إلى جانب مصادرة أكثر من 150 ألف يورو وحجز 40 سيارة ومركبة.

وفي عملية أخرى، أُلقي القبض على فرنسيَّين في منطقتَي “ميخاس كوستا” و”إستيبونا”، لتورطهما في محاولة قتل مواطنين سويديين في بنالمادينا في دجنبر الماضي. كما تم توقيف خمسة فرنسيين آخرين وإصدار مذكرة توقيف أوروبية في حق آخر بتهم تتعلق بتهريب المخدرات وتزوير الوثائق وسرقة السيارات وحيازة أسلحة غير مشروعة والانتماء إلى منظمة إجرامية.

وخلصت الشرطة الإسبانية، بعد جمع خيوط التحقيق من العمليات السابقة، إلى أن جميع المشتبه فيهم ينتمون إلى شبكة إجرامية واحدة تنشط في مجالات متعددة؛ منها الاختطاف، وتصفية الحسابات، وتهريب المخدرات.

وأظهرت التحريات أن بعض الأفراد تورطوا في أكثر من عملية؛ مما كشف عن مرونة الشبكة وخطورتها العالية.

المصدر: هسبريس

شاركها.