اخبار المغرب

احتفال “لمداويخ”

كل عام ولمداويخ بخير :

“لمداويخ” هو جمع مدوخ المصدر الدوخة الحمراء، كل عام جديد تصر هذه الفئة من الشعب المغربي على الإحتفال، و تودع كباقي سكان الأرض سنة 2024 لتستقبل سنة 2025، طبعا وهي تتمنى أن تكون سنة خالية من السجون أو التكرفيس، رغم أن رجائها يخيب كل عام إلا أنها لم تفقد الأمل بعد، وتمني النفس بأن القادم أحلى و أجمل، واحتفالها بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، لا يعني أنها فقدت البوصلة رغم (الدوخة الحمراء)، لهذا لا تقبل أبدا تصنيفها مع النصارى”الكفار” كما تقول، أما عن شربها الخمور بشكل مفرط في هذه الليلة، فهي تعتبر ذلك مجرد تنفيس عن هموم تنوء بحملها الجبال الرواسي، وغالبا ما تسمعها تردد بين الفينة والأخرى و في جوف الليل، هذه العبارة ( الله يعفو علينا ) وهذا طبعا طلب عاجل موجه مباشرة و دون وسيط، إلى رب العزة سبحانه وتعالى ملك الملوك، ولا تنتظر العفو من أحد إلا من رب السماوات والارض، والسؤال هو العفو من ماذا..؟ هنا مربط الفرس إنه العفو من : ( الحݣرة ـ التهميش ـ السجون ـ تامرة ـ .. ثم المخدرات..!!)، إن لمداويخ علام عجيب من السهل أن يشتمهم الناس، و يصفونهم بعبارات نابية مثلا : ( السكايرية ـ لكلاب قلالين العراض ـ السلاݣط .. أو زيد أو زيد)، لكن من الصعب أن تفهم ظروفهم وتلتمس لهم الأعذار، وقليل من يفعل ذلك إلا من رحم ربك وقليل ما هم،

ـ من يحق لهم الإحتفال:

إنه من الحمق أن نمنع الناس من الإحتفال، لا يمكن أن نضع فوق رأس كل فرد شرطي يحرسه، والناس أحرار في هذا الأمر كل في بيته يفعل ما يشاء، لكن في رأيي المتواضع أن فقط خمسة في المئة من الشعب المغربي، هم فعلا من يحق لهم الإحتفال برأس السنة الميلادية، لا بل و بكل السنة و في كل حين دامت لهم الأفراح والمسرات، لأنهم ببساطة يملكون أكثر من 80 في المئة من خيرات الوطن، اللهم لا حسد و كما يقول المثل المغربي البليغ : ( الشي من الشي نزاهة، أو الشي من قلت الشي اسفاهة..)، حلل يا صويري..!! وهذا واقع لا يمكن التستر عليه بأي حال من الأحوال، لن أدخل في تفاصيل من يملك كل شيء ومن لا يملك أي شيء، لكن ومع ذلك سأكتفي بمثل واحد شافي كافي، إنه سيادة الرئيس الذي يحمل حزبه رمز الغراب الوطني، وهو مصنف من طرف المجلة الأمريكية (فوربيس) مع أكبر أغنياء العالم، والذي ساهم في تجفيف الفرشة المائية، لسقي ضيعات فلاحية تمتد على آلاف الهكتارات، ولما شفط المياه الحلوة امتد طموحه إلى المياه المالحة، حيث حازت شركاته على أكبر مشروع لتحلية مياه البحر في إفريقيا، عندما تدخل في جدال حاد مع مغربي، ولا يستطيع إقناعك بوجهة نظره يقول لك في تحدي : ( اشرب لبحر )، لكن اليوم صاحبنا أبو غراب هو من تحدى المغاربة، ولسان حاله يقول : ( شربوا لبحر لكن أنا من يسقيكم منه بالكأس و القرعة والقطارة)، وباع كذلك الهواء للمغاربة شركة (أوكسيجين لبلاد )، هذا هو أبو غراب المازوطي الذي قال : ( غادي نربي لمغاربة)، باع ليهم المازوط أو الماء أو الهواء باقي ليه غير الشمس، هذا إلى احتفل براس العام يستاهل ( جات معاه أو واتاتو)، أما أنت يا ( بوزبال يا سيد لمداويخ أش دخل احمارتك لزحام البوناني..)

ـ انتباه حي شعبي يحتفل:

بداية كلما سمعنا كلمة حي (شعبي) فماذا نعني بذلك..؟ ببساطة هو تميزه عن الأحياء الغير ( شعبية)، وهي أحياء راقية تتوفر فيها كل الخدمات تقريبا بنية تحتية جيدة، كثافة سكانية قليلة مناطق خضراء المهم أصحاب هذه الأحياء ( مبرعين )، وهي للعلم توجد في أغلب المدن المغربية الكبيرة، ولا يتجاوز عددها حي واحد في كل مدينة مثلا : حي الرياض الرباط ـ حي كاليفورنيا البيضاء ـ حي جيليز مراكش …، وعلى العكس من ذلك فإذا كانت الأحياء الراقية، أو الغير (شعبية) تشكل الإستثناء فإن الأحياء الشعبية هي الأصل، لن نتحدث عن الفقر والتهميش والبنية التحتية المهترئة، ولا عن الإجرام و الحگرة حيث ترابط قوات الأمن بها، فلا تكاد تغادرها دورية الشرطة إلا لتعود إليها من جديد، باختصار حياة صعبة ومع ذلك يحتفلون برأس السنة الميلادية..!!، والسؤال هو ماذا يميز احتفالها عن احتفال الأحياء الراقية..؟!!، أول شيء هو الأجواء الهادئة التي تميز هذه الأخيرة، فلا صخب أو عربدة أو تسكع في شوارعها غياب دوريات الأمن نسبيا، قد يكون هناك احتفال في بعض الڤيلات، حيث تقدم مشروبات روحية ( شامبانيا) شكولاطة ممتازة هدايا ثمينة، المهم إذا تجاوزنا هذه الخزعبلات والشكليات الفارغة، يمكن التوصل إلى أن هناك تقاطع نسبي في الأمور، أولا : ـ يتفق الجميع على تخصيص ليلة رأس السنة الميلادية باحتفالات، ثانيا : ـ شراء كعكة عيد الميلاد طبعا هناك اختلاف في الجودة فقط، ثالثا : تعاطي الطرفين للمخدرات بأنواعها مع اختلاف في الجودة، ( المحيا و القرقوبي و لانكول والدوليو) في الأحياء الشعبية، و في الأحياء الراقية هناك ( الشمبانيا و الويسكي والكوكاين)، الدوخة هي هي لكن الفرق يكمن فقط في لون الدوخة، عند بوزبال لمداويخ أو اشعيبة تكون ( دوخة حمراء) فاقع لونها، وعند أغنياء الأحياء الراقية تكون دوخة وردية بلون فاتح..

ـ هدايا ابو غراب المازوطي: 

لا يفوتنا تذكير الشعب المغربي بهدايا 2024، المقدمة من طرف حزب الغراب الوطني، ارتفاع أسعار كل المواد الغذائية والمحروقات ومواد البناء غير ذلك، نذكر منها هدية قنينة الغاز زيادة 10 دراهم دفعة واحدة، وهذه سابقة خطيرة ومع ذلك لم تنفجر ولم (ينفجر) الشعب واقولوا باز..!! ثم الزيادة في اللحوم الحمراء 100درهم رقم قياسي وزيت الزيتون كذلك 100درهم… ولسان حال أبو غراب المازوطي يقول : ( هيهو هادي البداية مزال مزال..)، انتظر أيها الشعب العزيز هدايا سنة 2025 ستدهشك، و نضرب موعدا في بوناني 2026 إن بقي في العمر بقية…

ـ السكرة فيها أو فيها:

ليس كل من شرب سكر ولا من ابتلي صبر، اختلاف السكايرية رحمة… !! فقد

نجد غياب الشفافية في ” السكرة ” عند اصحاب الأحياء الراقية، حيث يكون شرب الخمور عندهم وراء أسوار إقامتهم الفارهة، بينما لمداويخ أبناء الأحياء الشعبية يسكرون في الشوارع، أو على عينك يا بن عدي في شفافية غابت عن الميدان السياسي، وبعد السكر يكون العنف بنوعية المادي واللفظي، و سيكون التركيز على هذا الأخير لأنه يعبر عن مشاعر ( السكايري)، وفي إطار الصراخ و الصخب ينطلق كرنفال الشتائم، قاموس من السباب والكلام الساقط لا يستثني أحد، حيث يستهدف كل رجالات الدولة من شرطة وسياسيين وغيرهم، المهم احتفال أقرب إلى مظاهرات احتجاجية منه إلى احتفالات رأس السنة..!!

مسرور المراكشي يرجو من الله أن تكون هذه السنة الجديدة، سنة خيرو بركة يسقي الله فيها العباد والحرث و الأنعام، وأن يعفو الله فيها على كل مبتلى عاجلا غير آجل، وأن يحفظ الله الأسرة المغربية مما يكاد لها في الخفاء، سواء من منافقي الداخل أو من نصارى فرنسا وبريطانيا وغيرهم…✊🏼بتلى عاجلا غير آجل، وأن يحفظ الله الأسرة المغربية مما يكاد لها في الخفاء، سواء من منافقي الداخل أو من نصارى فرنسا وبريطانيا وغيرهم…✊🏼

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *