احتضان بطولة العالم لكرة القدم المدرسية يؤكد الصحوة الرياضية للمغرب
حدثا بعد حدث، يتأكد إشعاع المملكة المغربية كرويا بشكل يمتد إلى مجالات رياضية متخصصة بعينها؛ بعضُها يحط الرحال لأول مرة فوق أراضي القارة الإفريقية؛ يتعلق الأمر هنا بـ”بطولة العالم لكرة القدم المدرسية المغرب 2023 (ISF World School Football Championship Morocco 2023).
وتحت إشراف “الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية”، وبتنسيق وتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تُنظم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية هذا الحدث الرياضي العالمي الذي يحظى بالرعاية السامية للملك محمد السادس.
وعلى مدى عشرة أيام، من الفترة الممتدة من 22 إلى 31 يوليوز الجاري، ستتحول العاصمة الرباط، من جديد، إلى عاصمة للرياضة الأكثر شعبية في العالم، وقِبلةٍ مفضلة لعشاق كرة القدم، لا سيما في شق ممارسة الرياضة المدرسية، بحضور أزيد من 1500 مشارك ومشارِكة يمثلون 31 دولة من القارات الخمس.
ومن المرتقب أن يحتضن المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط حفلَي الافتتاح والاختتام، بحضور شخصيات رياضية رفيعة المستوى؛ فيما ستُنظم، صباح يوم الأحد، ندوة صحافية من أجل إطلاع الرأي العام عموما والجسم الإعلامي خاصة على المعطيات الإحصائية والتنظيمية المتعلقة بهذا الحدث.
خط تصاعدي
تعليقا على الموضوع، قال عبد اللطيف المتوكل، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، إن تنظيم المغرب لهذه البطولة الكروية بالصيغة العالمية الحالية دليل قوي على أن كرة القدم المدرسية بالمغرب ماضية في خط تصاعدي”، معددا “مزايا كثيرة سيجلبها احتضان الملاعب المغربية لهذا النوع من التظاهرات الرياضية الدولية؛ بشكل يعزز أحقية المغرب وأهليته ومصداقية ملفاته سواء بالنسبة لتنظيم الكان الإفريقي أو مونديال 2030”.
في هذا الصدد، أكد المتوكل، في تصريحه لـ هسبريس، أنها “بطولة تكتسي أهمية بالغة للمغرب في ظرفية صحوة كروية بادية لكل شعوب العالم وكذا بالنسبة لأنواع رياضية أخرى تألق فيها المغرب تنظيميا أو من حيث حصده لجوائز مرموقة، ما يقوي الإشعاع الكروي الوطني”.
ولفت الخبير الرياضي ذاته إلى أن “مونديال كرة القدم المدرسية بالرباط فرصة للشباب المغربي الموهوب في كرة القدم”، مشددا على “أهمية الاحتكاك بتجارب ومدارس أخرى لإبراز النموذج المغربي المتميز في تكوين لاعبي كرة القدم ذكورا وإناثا”.
الرياضة المدرسية.. “مشتل المواهب”
اعتبر عبد اللطيف المتوكل أن “المغرب قد ركز، منذ سنوات، جهودا غير فاترة في البحث عن مواهب وتكوينها وتأطيرها منذ مشتلها في المدارس والمؤسسات التعليمية عبر ربوع المغرب”، مؤكدا أن “الرياضة المدرسية والجامعية تشكل مساهمة قيمة في توفير قاعدة كبيرة وثرية من ممارسي كرة القدم والمواهب الصاعدة”.
وأورد رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين: “الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضة عامل لا غنى عنه في تكوين شخصية الطفل والمتعلم وتحفيز عطائه المدرسي”، لافتا إلى “مساهمة فعالة لكرة القدم في محاربة مظاهر الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة؛ ما يرفعها إلى مرتبة عامل إدماج اجتماعي، وجب توجيه جهود الاستثمار الحقيقي فيه”.
تطور الممارسة
بدوره، تحدث حمزة مرزاق، باحث في حكامة المؤسسات الرياضية وهندسة التكوين، عن “تطور ملموس واحترافي راكمه المغرب، منذ تنظيم المملكة فعاليات مونديال الأندية 2013، سواء من حيث إنجازات الكرة المغربية أو عبر البنيات التحتية الرياضية والظروف التنظيمية التي جعلت منه من أوائل البلدان الإفريقية والعربية الرائدة”.
مرزاق، الذي يعمل ضمن اللجان التنظيمية لهذه البطولة العالمية لكرة القدم المدرسية، أوضح، في إفادات لـ هسبريس، أن “تجربة تنظيم هذه البطولة لأول مرة في إفريقيا تُحتسَب في صالح دفتر تحملات المملكة لتنظيم كؤوس عالمية في أصناف رياضية مختلفة وليس فقط كرة القدم”.
كما أكد الباحث في الحكامة الرياضية على “دور الرياضة المدرسية الذي لم يعد يحتاج لتذليلٍ في مسارات تكوين شخصية المواهب الكروية وتعزيز ممارسة الأنشطة البدنية، باعتبار المتمدرسين يكونون في سِن ذهبية تسمح لهم بإبراز مواهبهم وتقوية مهاراتهم”.
المصدر: هسبريس