إيران تلغي جميع الرحلات الجوية حتى فجر الاثنين .. هل الضربة الإسرائيلية وشيكة؟
في خطوة أثارت التساؤلات والتكهنات حول ضربة إسرائيلية وشيكة واستعدادات عسكرية إيرانية محتملة، ألغت السلطات الإيرانية جميع الرحلات الجوية في مطاراتها من الساعة التاسعة مساء اليوم الأحد وحتى السادسة صباح الاثنين، وفقًا لما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية عن مصدر مسؤول.
يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل بعد سلسلة من الأحداث المتسارعة، بما في ذلك إطلاق إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في هجوم هو الثاني من نوعه خلال الأشهر الستة الماضية، رداً على اغتيال قياديين بارزين من حركتي حماس وحزب الله.
إيران أعلنت أن الهجوم جاء “انتقامًا” لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران أواخر يوليو الماضي، وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على بيروت في سبتمبر الماضي. هذا التصعيد المتبادل أثار مخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين الجانبين.
وردًا على الهجمات الصاروخية الإيرانية، توعدت إسرائيل بأنها ستجعل إيران “تدفع ثمنًا باهظًا”. في المقابل، حذرت إيران بأن أي هجوم إسرائيلي جديد سيقابل برد أقوى وأشد من الضربة السابقة.
وقال مصدر عسكري إيراني لوكالة “تسنيم” الإيرانية إن “خطة الرد على أي هجوم صهيوني جاهزة بالكامل”، مؤكدًا أن إيران تمتلك “بنك أهداف واسعة داخل إسرائيل”. كما أشار إلى أن الهجوم الصاروخي الأخير أظهر قدرة إيران على تدمير أي نقطة داخل إسرائيل بسهولة.
في هذا السياق، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن استعداد إسرائيل للرد على أي هجوم، محذرًا إيران من مصير مشابه لما يحدث في غزة وبيروت. وأضاف في تصريحاته الرسمية أن الهجوم الإيراني الأخير لم يؤثر على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي، مؤكدًا أن “من يعتقد أن محاولة إلحاق الأذى بإسرائيل ستمنعها من الرد، عليه النظر إلى ما تحقق في غزة وبيروت”.
هذه التطورات تزامنت مع تكريم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لقائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، الذي أشرف على الضربات الصاروخية ضد إسرائيل. منح خامنئي حاجي زاده وسامًا عسكريًا رفيعًا تقديرًا لما أسماه “عمليات الوعد الصادق”، مما اعتبره الكثيرون إشارة على تصعيد إضافي من الجانب الإيراني وسط تهديدات متبادلة بين طهران وتل أبيب.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تزايدت التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل سترد بضربة عسكرية على المنشآت الإيرانية، خصوصًا في ظل دعوات من سياسيين إسرائيليين بارزين، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باتخاذ إجراءات قوية ضد إيران. وتقارير إعلامية تفيد بأن إسرائيل قد تستهدف منشآت نفطية أو نووية إيرانية.
من جهته، حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إسرائيل من استهداف منشآت النفط الإيرانية، في محاولة لتجنب تصعيد أكبر في المنطقة، بينما دعا المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إيران، قائلاً: “على إسرائيل ضرب المواقع النووية الإيرانية”.
وفي الوقت الذي تسعى فيه القوى الدولية إلى تخفيف التصعيد، وصل وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، إلى جزيرة “خارج”، التي تضم أكبر محطة لتصدير النفط الخام في إيران، مما يشير إلى استعداد طهران لأي تحرك قد يستهدف منشآتها النفطية، التي تعتبر شريانًا حيويًا لاقتصادها.
المصدر: هسبريس