إنجازات كبرى وانتعاشة حقيقية تعيد بريق وتوهج “أبي الفنون” خلال 2023
حقق المسرح المغربي، خلال سنة 2023 التي تطوي صفحاتها بعد أيام قليلة، إنجازات ومكتسبات كبرى أسهمت في تألقه على الصعيدين الوطني والدولي؛ فقد شهد “أبو الفنون”، خلال هذه السنة، نشاطا فنيا كثيفا وانتعاشة حقيقية بعد سنوات من الركود ومن تداعيات جائحة كورونا على القطاع الثقافي بالمغرب.
أمين ناسور، المخرج المسرحي والأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، قال، في تصريح لهسبريس، إن قطاع المسرح عرف دينامية مهمة هذه السنة تجلت أولًا في عودة سكة الدعم المسرحي إلى مجموعة من التنويعات المهمة والشبابيك الفنية التي ألغيت سابقا، إضافة إلى عودة التوطين المسرحي ومسرح الشارع والاهتمام بمسرح الطفل والرجوع إلى الورشات والإقامات الفنية إلى جانب الجولات المسرحية.
وتابع المخرج المسرحي أن هذه الأمور مهمة جدا وتحسب لمحمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، الذي أنصت لطلبات ورغبات ومطالب المسرحيين المغاربة.
وفي هذا الصدد، أشار ناسور إلى أنه تمت برمجة يوم دراسي حول المسرح المغربي والذي شهد حضور مجموعة من الفاعلين المسرحيين، وحاولوا مناقشة فيه أهم القضايا التنظيمية والمطالب المسرحية؛ وبالتالي كانت وراءه إنجازات مهمة وهي تحريك عجلة الدعم المسرحي وتنويرها.
وأضاف المتحدث ذاته أن هذه السنة عرفت كذلك رجوع المهرجان الوطني للمسرح إلى سكته الطبيعية، حيث اعتبر أن الدورة الأخيرة كانت فارقة سواء من ناحية التنظيم أو الإمكانيات أو البرمجة وكانت دورة قد أعادت الاعتبار للمسرح المغربي، مبرزا أن المهرجان هذه السنة عرف تتويج فرقة شابة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وبتصوير فني شبابي جديد يشتغل على ظاهرة “الألتراس”؛ وهي من الأشياء المهمة في المسرح المغربي الحالي.
وأشار الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط أن هناك أيضا مشروعا طموحا يشتغل عليه قطاع الثقافة مع فاعلين مسرحيين؛ وهو مسرحة المواقع التاريخية، وكان هذه السنة مشروع ضخم وهو مشروع “نوستالجيا” بموقع شالة بالرباط والذي عرف نجاحا كبيرا جدا وإقبالا مهما في ستة أيام بلغ أكثر من عشرين ألف زائر، حيث كانت تقدم أزيد من خمسة عروض في اليوم وكان مشروعا نموذجيا لكي يتم تعميمه على المستوى الوطني ويدخل في صلب اهتمامات الترويج السياحي الثقافي وأيضا خلق فرص اشتغال حقيقية لمجموعة من المسرحيين والمسرحيات.
وعبر المتحدث ذاته، في تصريحه لهسبريس، عن متمنياته وآماله من أن تسهم هذه الوتيرة في توهج المسرح المغربي محليا وعربيا، خصوصا أن الآن هناك فرقتين من المغرب ستشاركان في المسابقة الرسمية من المهرجان العربي الذي تنظمه الهيئة العربية هذه السنة بالعراق؛ وهي كل من فرقة فوانيس من ورزازات بعرض “تاكونزا” وأيضا فرقة “أرت شو للثقافات” بعرض “إكستازيا”، إضافة إلى عرض موازٍ شرفي لفرقة الشامات وعرض “سلام”.
وحسب المتحدث ذاته، فإن المسرح المغربي هذه السنة تميز كذلك بتتويج أمين بودريقة بعرضه “شمس” في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح بالتانيت الفضي، فكانت سنة مهمة مسرحيا، متمنيا أن تتوج في السنة المقبلة بإنجازات أكبر وبرفع سقف التحديات ورفع المسرح المغربي.
المصدر: هسبريس