إقبال على شراء “الدوارة” في طنجة

على بُعد 20 يوما عن عيد الأضحى المبارك برسم سنة 1446 للهجرة، يعيش سوق 9 أبريل في قلب مدينة طنجة حركة دؤوبة؛ رجال ونساء من مختلف الفئات الشعبية يقبلون على شراء اللحوم الحمراء و”الدوارة” والكبد والرئة والقلب والرأس و”الكرعين” ومختلف أطراف الخروف، في إشارة واضحة إلى أنهم يستعدون لإحياء العيد بطريقتهم الخاصة، بعد أن أهاب الملك محمد السادس بالمغاربة بعدم نحر الأضاحي هذا العام؛ الأمر الذي دفع الكثير من الأسر إلى اللجوء المبكر إلى اقتناء اللحوم و”الدوارة” لإحياء العيد والالتزام بالتوجيه الملكي.
أمام محل ضيق في السوق النشط، يعرض الحاج مصطفى أحشاء الخروف بمختلف مكوناتها من “الكرشة” و”مصران” وكبد ورئة وطيحال للبيع، وسط إقبال غير طبيعي عليها بدأت تظهر بوادره منذ أيام قليلة.
فاطمة تنتظر أمام المحل الذي يقف أمامه حوالي 7 أفراد في حدود حوالي 12 زوالا، وعينها على الجزار الستيني الذي يلبي طلبات زبنائه بخفة ورشاقة الشباب المفعم بالنشاط والحيوية.
تسلمت إحدى النساء طلبيتها، وهمت بالانصراف وعلامات الانشراح بادية عليها، لتبادرها فاطمة بالقول: “تهنيتي مع راسك بالصحة والراحة”، لترد عليها الأخيرة: “الله يعطيك الصحة، حتى نتينا بصحتك أختي والله”.
لخص الحوار القصير والعابر الصورة والمشهد، وأكد أن المغاربة يتجهون إلى التسلح بـ”اللحم والدوارة لإحياء عيد الأضحى ومحاكاة الوضع الطبيعي الذي لا يخلو فيه منزل أو دار من “الشواء” و”التقلية” و”الرأس المبخر”.
بدت علامات الانشراح واضحة على وجوه الجزارين في السوق، الذين سجلوا ارتفاعا مهما في الإقبال على شراء اللحوم الحمراء استعدادا لعيد الأضحى المبارك، معتبرين أن هذا الرواج ساهم في زيادة 10 دراهم في سعر الكيلوغرام من اللحم.
المختار العروسي أحد الجزارين بالسوق، بادرت هسبريس إلى سؤاله عن الوضع الذي يعيشه السوق، فرد قائلا: “سجلنا تزايدا في الإقبال على شراء اللحوم التي ارتفع سعرها بـ10 دراهم”.
وأضاف الجزار الشاب موضحا: “هذه السنة بدأ الأمر بشكل مبكر”، وتوقع أن تشهد الأسعار في الأيام المقبلة ارتفاعات جديدة في أسعار اللحوم الحمراء.
وسجل العروسي أن “الدوارة” كان سعرها لا يتعدى 300 درهم، فأصبحت تباع اليوم بـ600 درهم، مؤكدا أن هذا الغلاء والارتفاع الصاروخي في أسعارها ناتج عن الإقبال الكثيف عليها، مرجحا أن يشهد هذا المبلغ ارتفاعا مع اقتراب العيد.
المصدر: هسبريس