اخبار المغرب

إقالات بالجملة في البطولة الاحترافية.. المدربون يدفعون ثمن العشوائية والتسرع

يتواصل مسلسل الإقالات بالدوري الاحترافي بعد دخول الثلث الأخير من الموسم، وذلك عقب إقالة أكرم الروماني من منصبه كمدرب للمغرب الرياضي الفاسي يوم أمس الثلاثاء، ومحمد بن شريفة من تدريب المغرب التطواني، في قرار ترك مجموعة من التساؤلات خصوصًا وأنه عُيِّن قبل أسابيع قليلة.

وتمت إقالة الروماني من طرف واحد من قبل إدارة نادي العاصمة العلمية، إذ تم منعه من قيادة الحصة التدريبية الأخيرة لـ”الماص”، بالإضافة لبن شريفة يومه الأربعاء ليصبح بذلك المدرب الـ15 الذي يُقال من منصبه هذا الموسم على مستوى أندية البطولة الوطنية.

مدربون كأوراق الخريف

شهدت الأشهر الماضية حركية كبيرة على مستوى المدربين في البطولة الاحترافية، حيث استغنت عدة أندية عن مدربيها في فترات متقاربة.

البداية من الرجاء الرياضي، الذي استهل الموسم بالتعاقد مع البوسني روسمير سفيكو، لكنه لم يستمر طويلًا، لتتعاقب بعده عدة أسماء على العارضة الفنية، بدءًا بالبرتغالي ريكاردو سابينتو، ثم حفيظ عبد الصادق، وصولًا إلى المدرب التونسي الحالي لسعد جردة الشابي.

أما الجيش الملكي، وصيف بطل الموسم الماضي، فقد عانى بدوره من عدم الاستقرار التقني، حيث أقال منذ بداية الموسم مدربين اثنين، وهما البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش والفرنسي هوبير فيلود، قبل أن يستقر مؤخرًا على البرتغالي ألكسندر سانتوس لقيادة الفريق.

وأقدم الدفاع الحسني الجديد بدوره على تعيين 3 مدربين هذا الموسم بعد الاستغناء عن المدرب الأول خورخي بايكساو، مرورًا بالإطار الوطني زكرياء عبوب، وصولًا إلى البرتغالي الحالي روي ألميدا، إلى جانب المغرب التطواني الذي بدأ الموسم بالكرواتي داليبور ستاركافيتش، مرورًا بالإطار الوطني عزيز العامري، محمد لكحل، محمد بن شريفة والمدرب الحالي جمال الدريدب الذي عُين يومه الأربعاء.

وإلى ديربي سايس الذي شهد بدوره تعديلًا على مستوى المدربين، حيث قام النادي المكناسي خلال شهر دجنبر المنصرم بإقالة المدرب التونسي عبد الحي بن سلطان وتعويضه بالإطار الوطني عبد اللطيف جريندو، إلى جانب المغرب الرياضي الفاسي الذي انفصل قبل شهرين عن الإيطالي غوغليمو أرينا، وأنهى عقد الإطار الوطني أكرم الروماني مساء أمس الثلاثاء.

تسيير عشوائي وضغط عالي

وتطرح مسألة إقالة المدربين مجموعة من التساؤلات حول مسؤولية هذا الإخفاق والتغيير المتكرر على مستوى العارضة الفنية الذي يؤثر بشكل ملحوظ على مستوى اللاعبين ويكشف أسباب تراجع مستوى المباريات.

وتضع مسألة إقالة المدربين ضغطًا كبيرًا عليهم خلال المباريات، الأمر الذي يدفع عددًا منهم لتفادي الخسارة بكل الطرق الممكنة، مما يظهر بشكل واضح تعليمات التراجع للخلف ولعب المباريات بهدف تجنب الخسارة بدلاً من الرغبة في الانتصار وتقديم الجمل التكتيكية الهجومية التي تضيف المتعة للمباريات.

تجديد الثقة

بالرغم من كثرة الإقالات، شهدت الأسابيع والأشهر الماضية تجديد عدد من الأندية الثقة في مدربيها. يأتي في مقدمة هذه الأندية الوداد الرياضي، الذي واصل الاعتماد على المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، المنضم خلال الصيف الماضي.

وقد أثبت موكوينا جدارته، حيث يحتل الفريق المركز الثاني في سلم الدوري الاحترافي برصيد 39 نقطة، بفضل نجاحه في خلق الانسجام بين اللاعبين وتحسين مستوى النتائج، ما جعل الفريق يعيش مرحلة جديدة أكثر استقرارًا.

أما نهضة بركان، فقد قدم موسمًا استثنائيًا، حيث تمكن من تصدر البطولة الوطنية بفارق مريح عن أقرب الملاحقين، إلى جانب ضمان العبور إلى ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بأداء مميز، ليعزز مكانته كأحد أبرز الفرق هذا الموسم.

من جانبها، سارت عدة أندية على خطى نهضة بركان والوداد، أبرزها نهضة الزمامرة، الذي فاجأ الجميع بتحقيق نتائج فاقت التوقعات. فقد تمكن الفريق من احتلال مراكز متقدمة، وبلغ المركز الثاني لعدة جولات برصيد 37 نقطة، مستفيدًا من الاستقرار الفني تحت قيادة المدرب الوطني محمد أمين بنهاشم، الذي نال إشادة واسعة بفضل بصمته الواضحة على أداء الفريق.

إلى جانب نهضة الزمامرة، برزت أندية أخرى بتحقيق أداء مستقر، مثل اتحاد طنجة، حسنية أكادير، الفتح الرباطي، أولمبيك آسفي، النادي السالمي، واتحاد تواركة، حيث نجحت في تجنب التخبط الفني الذي عانت منه فرق أخرى.

يذكر أن نهضة بركان بات على بعد خمسة انتصارات فقط من تحقيق لقب الدوري الاحترافي لأول مرة في تاريخه، بعدما حصد 52 نقطة في 21 جولة، مبتعدًا بفارق 13 نقطة عن أقرب ملاحقيه، الوداد الرياضي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *