إضراب الصيادلة حكمته دوافع سياسية والاتفاق مع الوزارة مجرد أدبيات غير واقعية
اعتبر الصيدلاني والخبير في السياسات الدوائية، هشام خرمودي، ما جرى الاتفاق عليه بين وزارة الصحة والمركزيات النقابية للصيادلة “يبقى مجرد أدبيات غير واقعية وغير ملموسة”، مشيرا إلى أن دوافع إضراب 13 أبريل، والذي اعتبره “إضرابا ناجحا”، كانت “سياسية وانتخابية”.
وأضاف هشام خرمودي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن استقبال وزارة الصحة للمركزيات النقابية الأربعة، جاء بتمثيلية كبيرة بثلاثة إلى أربعة أعضاء لكل نقابة، في الوقت الذي كلفت فيه الوزارة عضو من ديوان وزير الصحة، وموظف مركزي في الوزارة، معتبرا التمثيلية النقابية مع من استقبلهم لم يكن هناك توازي، وهذا له أكثر من دلالة.
وقال خرمودي، الذي سبق له أن شغل منصب صيدلاني سابق بوزارة الصحة مكلف بتدبير الصيدليات العمومية وتفتيش الصيدليات الخاصة، أن ما تم الاتفاق عليه “يبقى مجرد أدبيات، غير واقعية وغير ملموسة”، مشيرا إلى أن أمل الصيادلة اليوم هو “خوض انتخابات مهنية قوية من أجل تخليص الهيئات المهنية من تعاقب سنوات من الفشل والإفشال”.
وأوضح المتحدث في ذات التصريح أن نجاح الانتخابات المهنية وفرز هيئات قوية تمثل الصيادلة، “وحدها الكفيلة بأن تعود لهذه الهيئات مكانتها وأن تلعب أدوارها في تحقيق مكتسبات متعددة”.
وعن استقبال وزارة الصحة للمركزيات النقابية، رده خرمودي إلى نجاح إضراب 13 أبريل، معتبرا إياه “السبب الرئيسي في الاستقبال”، مشيرا في هذا الإطار إلى أن دوافع الإضراب كما قدمتهم المركزيات النقابية انقسمت إلى دافعين أساسيين؛ هما الملف المطلبي، وغل وزير الصحة لباب الحوار.
في حين ذهب خرمودي إلى القول بأن هناك “دوافع سياسية” كذلك وراء الإعلان عن الإضراب وعن “نجاحه”، أولهم، هو معرفة المركزيات النقابية بأن الحكومة أعلنت عن إجراء انتخابات الهيئات المهنية بعد ستة أشهر، بالتالي كان يجب على النقابات أن تخرج للساحة من أجل التحضير لهذه الانتخابات، وأن النقابات كانت تحتاج في هذا السياق إلى تحقيق انتصار معنوي، وهو ما جسده استقبال وزارة الصحة.
والدافع الثاني، وراء نجاح الإضاب، دائما وفق خرمودي، والذي اعتبره جد مهم، يتمثل في نفود نقابة الـ UGTM وقوة صوتها داخل نقابات الصيادلة، خصوصا بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها النعم ميارة، رئيس الاتحاد العام للشغالين، في العديد من المدن المغربية، والتي شدد فيها على إحياء التنظيم الذي يرأسه بأدواره النقابية، رغم تواجد حزب الاستقلال في الأغلبية الحكومية.
بالتالي، يوضح خرمودي ويقول: فإن الدافعين كانا سياسيين، سواء في ما يتعلق بالتحضير لانتخابات الهيئات، وما يحتاج ذلك من حضور في الصورة، وتصريحات النعم ميارة، التي أعطت شحنة لنقابة UGTM داخل الصيادلة من أجل الخروج وتجسيد الإضراب.
كما أشار المتحدث في الأخير إلى أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات ساهم بدوره في إنجاح إضراب 13 أبريل، خاصة الجدل الذي رافقه، بعد انتقاده هامش ربح الصيادلة، والتي يعتبرها خرمودي “قانونية” كما يعبر عنها مرسوم 2.13.852، وهذا التقرير جعل الصيادلة يتخوفون على هامش الربح.
ووصف المتحدث إضراب 13 أبريل بـ”الناجح بشكل كبير”، مشيرا إلى أن جميع الاحتجاجات التي سبق وقام بها الصيادلة، سواء الإضرابات أو الوقفات، “كانت دائما ناجحة، وهذا بسبب التراكم الذي حققته الهيئات النقابية، والصدمات والإخفاقات السابقة”.
المصدر: العمق المغربي