على الرغم من كل عمليات التأهيل والتطوير التي عرفها قطاعا الماء والكهرباء خلال السنوات الأخيرة فإن “الإصلاحات الدورية” التي تقوم بها الشركات الجهوية متعددة الخدمات، المُحدثة مؤخرا، “لا تزال تقف حاجزا أمام استفادة المواطنين من هذه الخدمات الأساسية خلال فترات زمنية محددة”.

وبخلاف الحالات التي تستوجب التدخل الآني والمستعجل، يتم عادة إرجاء قطع التزود بالكهرباء إلى يومي السبت والأحد من كل أسبوع، مع التحديد المسبق لعدد الساعات التي يشملها هذا الإجراء.

وتعرف بعض المناطق بالمغرب، منذ صباح اليوم الأحد، انقطاعا في خدمة الكهرباء؛ وهو ما بررته الشركات الجهوية متعددة الخدمات (SRM)، ضمن إعلانات متفرقة، بـ”وجود إصلاحات اقتضت ذلك”.

وتنسحب هذه الوضعية على مجموعة من المراكز التابعة لجماعة الأوداية بجهة مراكش ـ آسفي (ما بين الساعة الثامنة صباحا والواحدة زوالا)، وجماعات أخرى بضواحي أولاد برحيل بجهة سوس ماسة (من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى الرابعة زوالا)، إلى جانب جماعات بدائرة إيغرم بإقليم تارودانت. ويهم الأمر أيضا دواوير بجماعة “سيدي عبد الخالق” الواقعة بإقليم برشيد، والخاضعة لسلطة الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء ـ سطات.

وخلال يوم أمس السبت، عرفت مجموعة من المناطق الوضعية نفسها؛ بعدما جرى اللجوء إلى قطع التزود بخدمة الكهرباء بترابها، ومنها مناطق تخضع لتدبير الشركات الجهوية متعددة الخدمات المُحدثة بموجب القانون رقم 83.21.

وتبرر هذه الشركات عادة لجوءها إلى توقيف التزود بالكهرباء أو بالماء الصالح للشرب بـ”إصلاحات اعتيادية ودورية في الشبكات المُستخدمة تستوجب توقيف التزود بهذه الخدمات لمدة محددة، بعد إخبار الزبناء بذلك مسبقا”.

وبالرغم من كل هذه التبريرات، إن تكرار توقيف التزود بهذه الخدمات الأساسية، لا سيما خلال فترات نهاية الأسبوع، يثير الكثير من النقاش في صفوف المغاربة (الزبناء)، خصوصا فيما يتعلق بالمدة الزمنية التي تشملها هذه العمليات.

وأوضح مصدر من داخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات لمراكش ـ آسفي أن “هذا الأمر لا يكون اعتباطيا؛ بل يكون نتيجة لوجود مشكل في الشبكة تقتضي الضرورة التعامل معه”.

وأكد المصدر ذاته لهسبريس أنه ” يتم دائما الحرص على توزيع إخباريات قبل 24 أو 48 ساعة من موعد توقيف التزود الخدمات، ويتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكننا من الوصول إلى عدد كبير من الزبناء”، متابعا: “رغم كل هذا، فإننا نتوصل بشكايات زبناء لا ينتبهون إلى اهذه الإخباريات والمنشورات التي يتم الحرص على تعميمها”.

من جهته، سجل مصدر من داخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات الشرق أن “اللجوء إلى توقيف التزود بخدمات الكهرباء والماء خلال نهاية الأسبوع يبقى أقل كلفة، مقارنة بباقي أيام الأسبوع”، مبرزا أن “الحرص على التواصل مع الزبناء في هذا الشأن ضروري، من خلال إخبارهم بأنه سيتم تنفيذها”.

وأوضح مصدر أيضا أن “بعض هذه العمليات تكون خارج إرادة الشركة الجهوية، خصوصا التي تكون مفاجئة وتستدعي تدخلات فورية، في حالة ما تم اكتشاف تسربات في أنابيب المياه أو خلل في شبكة نقل الكهرباء من مناطق الإنتاج”، مشيرا إلى أنه “يتم الحرص على تنفيذ إصلاحات دورية واعتيادية تضمن سلامة التزود خلال كامل الأسبوع”.

وسبق لليلى بنعلي، وزير الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن أكدت بالبرلمان أن “انقطاعات الكهرباء، لا سيما بالعالم القروي، إما تكون مبرمجة في إطار الصيانة الوقائية أو استعجالية غير مبرمجة مرتبطة بخلل في المنشآت الكهربائية”.

تجدر الإشارة إلى أن عمل الشركات الجهوية متعددة الخدمات انطلق بجهات الرباط ـ سلا ـ القنيطرة وسوس ماسة ومراكش ـ آسفي والدار البيضاء ـ سطات، موازاة مع احتفاظ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بصلاحيات الإنتاج.

المصدر: هسبريس

شاركها.