اخبار المغرب

“إسكوبار الصحراء”..البام يتمسك بقرينة البراءة ويطمئن قواعده بالشرق بعد سقوط بعيوي

استغلت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة منصة المؤتمر الجهوي للحزب بالجهة الشرقية لبعث رسائل الطمأنة لقواعد الجرار على إثر سقوط القيادي بالحزب ومنسقه الجهوي، عبد النبي بعيوي بيد العدالة في أعقاب متابعتها إلى جانب سعيد الناصري وأشخاص آخرين، بتهم جنائية ثقيلة ضمن  المعروف إعلاميا بــ”إسكوبار الصحراء”.

وواصلت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الخميس الماضي، الاستماع إلى المطالب الأولية لدفاع المتهمين في ما يعرف بملف “إسكوبار الصحراء”، وقررت الهيئة تأخير الملف إلى 13 يونيو المقبل من أجل إعداد الدفاع.

وجددت قيادة “الجرار” تمسكها باحترام قرينة البراءة إزاء المتابعات القضائية بحق أعضاء في صفوف الحزب مطالبة في المقابل بتمتيعهم بمقومات المحاكمة العادلة، وقال صلاح الدين أبو الغالي عضو الأمانة العامة الجماعية، خلال افتتاح المؤتمر الجهوي اليوم السبت، إن هذه الجهة (الشرقية) ظلت دوما من القلاع البامية التي تتمسك بقوة بمشروع حزب الأصالة والمعاصرة، وتحتضنه وتدافع عنه بنضال وغيرة وتعبئة دائمة، الجهة التي احتضنت الحزب منذ النشأة.

ولفت أبو الغالي في كلمة باسم قيادة “البام”، إن الجهة الشرقية” غرست قيم الحزب ومبادئه في نفوس وقلوب مئات المناضلات والمناضلين من مختلف شرائح المجتمع، مما مكن حزبنا من تدبير الكثير من الجماعات والمؤسسات الترابية، بنضالية ونجاعة مكنتنا من الإسهام بقوة إلى جانب باقي الفعاليات والمؤسسات والقوى الحية في تنمية هذه الجهة”.

وأضاف “وهو ما  أعطى لمنتخبينا بالجهة احتراما ومكانة في قلوب المواطنات والمواطنين الذين منحوهم المكانة المتقدمة سياسيا بالجهة، بفضل تضحياتهم، وبفعل تعبئتهم لخدمة الصالح العام بالجهة، وانضباطهم للقرار ومؤسسات الحزب”.

وسجل القيادي بحزب “الجرار”، أنه البام “حزب المؤسسات وسيظل كما كان منذ التأسيس ملكا للجميع، والدليل أنه من الأحزاب القليلة في الساحة الوطنية التي تعرف تغييرا منتظما في القيادات والمؤسسات، ومع كل تغيير يحظى الحزب بالمزيد من القوة، بل يتطور ويرتقي محطة بعد أخرى، لأنه حزب بمشروع سياسي كبير، وليس حزبا بمشروع انتخابوي ضيق، ولأنه حزب المؤسسات وليس حزب الأشخاص”.

وتابع، ” لذلك نقول لمن ينتظر شتات الحزب بهذه الجهة، نقول له أنظر إلى جنبات القاعة اليوم، أنظر إلى هذا الجمع المبارك من خيرة مناضلاتنا ومناضلينا الأوفياء”، مردفا من يمني نفسه بانتكاسة حزب الجرار نقول له: لم ترد أن تتعلم من التاريخ، لم ترد أن تستفيد من دروس حزبنا، لم تعرف أن قوتنا لم تكن في يوم من الأيام في حصد المقاعد الانتخابية، بل في قدرتنا على تخطي المصاعب والامتحانات والخروج منها بقوة أكبر”.

وفي محاولة للتخفيف من صدمة الإطاحة بعيوي، أورد أبوالغالي: “نقول لمناضلاتنا ومناضلينا الأوفياء: لا تنجروا وراء الترهات التي تفسر صمت الحزب أحيانا بالضعف، بل هو الحكمة وقوة العقل المجسدة في عدم التشويش على أي مؤسسة دستورية تقوم بعملها”.

وأردف قائلا: “فحزبنا يعطي الدليل من جديد للذين مازالوا يشككون في ذلك، على أنه نموذجا للحزب الشرعي المحترم للقانون، والمتقيد بقرارات السلطة القضائية، والذي لا يعقب على مؤسسات الدولة، وما يصدر عنها في حق أعضائه، إلا بما يتيحه القانون ويسمح به”.

وعلاقة بملف “إسكوبار الذي يتابع فيه بعيوي إلى جانب شقيقه والقيادي بالحزب سعيد الناصري، قال عضو الأمانة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، إن “حزبنا حزب سياسي مسؤول، يميز جيدا بين الضوابط القانونية وبين الحقوق السياسية”.

وأوضح أبو الغالي، أنه “في الضوابط القانونية نقول أن قرينة البراءة تظل قائمة لجميع الأشخاص المتهمين في أي قضية وينبغي الحرص على تمتعهم بكل مقومات المحاكمة العادلة، مضيفا “سياسيا نقول بأن الحزب حزب المؤسسات يجدد ذاته باستمرار بعد كل محطة انتخابية أو تنظيمية مثل محطة اليوم”.

وشدد أبو الغالي أن قيادة الأصالة والمعاصرة،  “على يقين تام بأن نجاح مؤتمرنا الجهوي هذا سيكون خير جواب على كل الهجومات، بل قد يزيد من سعار من كان يراهن على موت البام بهذه الجهة وغيرها من الجهات”، مسجلا أن هذه “الجهة المناضلة المعروفة بنضالية وتضحيات مناضلينا، وبحسن ضيافتهم ستحذو حدو باقي الجهات، لتكرس مرة أخرى المكانة القوية لحزبنا بهذه الجهة العزيزة”.

ولفت أبو الغالي، إلى أن التحلي بالقيم الأصيلة لساكنة هذه الجهة العزيزة، كالتسامح والحوار والتعايش، والتضامن والتآزر، “لم ينحصر في يوم من الأيام على القبيلة والجهة فقط، بل التاريخ الماضي يشهد على ما قدمه مغاربة جهة الشرق من تضحيات جسيمة فداء ونصرة لاستقلال جيراننا وأشقائنا الذين نتقاسم معهم الدم والعروبة والدين”.

وخلص إلى أن التاريخ الحاضر، “يسجل باعتزاز استمرار بلادنا على نفس نهج الأيدي الممدودة للجيران، والقلوب والحدود والاحضان المفتوحة باستمرار لاستقبالهم ومعانقتهم”، قبل أن يستدرك ” لكن للأسف يقابل كل هذا الود وهذا الإخاء بعداء ومناورات غير مفهومة، التي ليست في صالح مستقبل شعوب المنطقة، إن لم نقل هي ضد الحق، وخارجة عن التاريخ، ولا يقبلها العقل، وتجرح الروح والقلب والمشاعر”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *