إسرائيل تبدأ عملية برية بغزة وتسيطر على “نتساريم”.. وحكومة غزة: دخلنا المجاعة رسميا

أعلنت إسرائيل أن جيشها بدأ اليوم الأربعاء عملية برية محدودة في قطاع غزة، بينما استشهد 60 فلسطينيا في غارات جديدة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن هذه العملية البرية تهدف لتوسيع المنطقة الدفاعية ووضع خط بين شمال القطاع وجنوبه.
وأضاف البيان أن قوات الجيش سيطرت ووسّعت سيطرتها على وسط محور نتساريم الذي يقع وسط القطاع.
وذكر البيان الإسرائيلي أن قوات لواء غولاني ستتمركز بالمنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال سيطرت سابقا على هذه المنطقة إلى أن انسحبت منها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، قال وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش أغلق أجزاء من شارع صلاح الدين في منطقة نتساريم.
ومن جانب آخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن القوات الأجنبية المخولة بالتفتيش على محور نتساريم غادرت المكان أمس.
وفي السياق، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن قوات الجيش دخلت جزئيا إلى محور نتساريم ولكنها لا تسيطر عليه بشكل كامل حتى اللحظة.
وبالتزامن، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إجلاء السكان من مناطق القتال في غزة سيبدأ قريبا، داعيا السكان إلى ما سماها “الهجرة طوعا”.
وتوعد كاتس حركة حماس بعمل عسكري غير مسبوق إن لم تقبل بمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتفرج عن جميع الأسرى.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء بلدة بيت حانون في الشمال، وبلدتي وخزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوبي القطاع.
وأكدت الأمم المتحدة أن آلاف الأشخاص نزحوا من غزة إثر أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
عشرات الشهداء
ويأتي الإعلان الإسرائيلي عن بدء عملية برية محدودة، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي غاراتها على مناطق متفرقة في قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد 60 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما قالت مصادر طبية للجزيرة.
وأفادت مصادر طبية للجزيرة بارتفاع حصيلة الشهداء إلى نحو 460 شهيدا في الغارات المستمرة على قطاع غزة منذ فجر أمس.
وفي أحدث التطورات، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 14 فلسطينيا وإصابة 30 آخرين في قصف إسرائيلي لبيت عزاء في بيت لاهيا شمالي القطاع.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف طيران الاحتلال مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وقبيل ذلك، استشهد 4 مواطنين بينهم طفل بنيران مُسيرة إسرائيلية في منطقة المواصي شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما أفاد المراسل بارتفاع عدد الشهداء إلى 6 فلسطينيين إثر قصف مركبة مدنية في منطقة مصبح شمالي مدينة رفح.
المجاعة
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، دخول القطاع “في أولى مراحل المجاعة” جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس الجاري.
وقال مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة في بيان: “دخل قطاع غزة رسميًا أولى مراحل المجاعة، بعد أن فقد قرابة مليوني إنسان أمنهم الغذائي بالكامل”.
وأضاف أن ذلك يأتي في ظل “كارثة إنسانية غير مسبوقة” يعيشها فلسطينيو القطاع وسط إغلاق المعابر وتوقف التكيات الخيرية وانقطاع المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن الأسواق في القطاع باتت تخلو “من المواد الغذائية الأساسية نتيجة إغلاق المعابر، ما أدى إلى حرمان أبناء شعبنا الفلسطيني من أبسط مقومات الحياة”.
والجمعة، قال برنامج الأغذية العالمي، إنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس الجاري نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر.
وذكر الثوابتة أن عشرات المخابز توقفت عن العمل جراء منع إدخال الوقود وتشديد الحصار ما أدى بدوره إلى “انخفاض كميات الخبز المتوفرة للفلسطيني القطاع وتفاقم معاناة المدنيين الذين يواجهون شبح الجوع”.
وبيّن أن العشرات من آبار المياه توقفت أيضا عن العمل ما أدى إلى تفاقم أزمة العطش، محذرا من “خطر حقيقي” يواجه الفلسطينيين بسبب عدم توفر مياه صالحة للاستهلاك البشري.
كما تسبب إغلاق المعابر بمضاعفة المعاناة اليومية للعائلات الفلسطينية التي باتت تعتمد على الحطب كبديل أساسي عن غاز الطهي الذي نفدت كمياته من القطاع، بحسب الثوابتة.
وأشار إلى أن توقف إمدادات الوقود أدى إلى “شلل شبه كامل في قطاع النقل والمواصلات، ما أعاق تنقل المواطنين، وعرقل وصول المرضى والجرحى إلى المستشفيات والمراكز الطبية، مما يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين”.
وحذر من “انهيار الحياة بشكل كامل في قطاع غزة خلال الأيام القادمة في حال لم يتوقف العدوان الإسرائيلي ولم يتم فتح المعابر فورا”.
وحمّل الثوابتة إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق فلسطينيي غزة، مطالبا بمحاسبة دولية للمسؤولين عنها.
وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بـ”التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية”، وإدخال مساعدات إنسانية بشكل عاجل لتفادي كارثة إنسانية محققة تهدد حياة الملايين.
استئناف العدوان
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية بغزة، بشن غارات جوية عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر عن “404 شهداء وأكثر من 562 إصابة”، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإنه تم توثيق مقتل 174 طفلا و89 سيدة و32 مسنا بمجازر الثلاثاء ضمن المحصلة الإجمالية للقتلى.
وتعد هجمات الثلاثاء أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل مأهولة ومراكز إيواء وخيام نازحين، ما أدى إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
ومطلع مارس 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي.
وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد “حماس” التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
* الجزيرة / الأناضول / وكالات
المصدر: العمق المغربي