إسبانيا تقلل من مخاوف دعم ترامب لـ”مسيرة خضراء” مغربية نحو سبتة ومليلية

قلل مسؤولون إسبان من المخاوف المثارة إعلاميا من احتمال دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ”مسيرة خضراء” جديدة للمغرب نحو مدينتي سبتة ومليلية، على غرار المسيرة الخضراء التي استرجع من خلالها المغرب الصحراء من الاستعمار الإسباني سنة 1975.
جاء ذلك بعد تقارير نشرتها وسائل إعلام إسبانية تفيد بقلق الأجهزة العسكرية والأمنية بإسبانيا من احتمال إعلان الرئيس الأمريكي يادة المغرب على سبتة ومليلية، على غرار إعلانه الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء.
ففي مقابلة تلفزية مع قناة “تيليسينكو” الإسبانية، نقلتها وكالة أوروبا بريس، قال وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، إن العلاقات الجيدة بين ترامب والمغرب لن تؤثر على إسبانيا في سبتة ومليلية.
وشدد ألباريس على أن المملكة المغربية “شريك استراتيجي، وبالتالي لا يوجد أي أساس لمثل هذه المخاوف”، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تأثير سلبي على الإطلاق للتناغم الكبير بين ترامب والملك محمد السادس.
واعتبر ألباريس أن “المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي، والولايات المتحدة كانت تاريخيا الحليف الطبيعي لجميع الأوروبيين”، مضيفا أن المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي “متكاملتان بشكل مثالي في إسبانيا، وهذا واضح للجميع”.
ولفت إلى إعادة فتح مكتب الجمارك في مدينة مليلية، مؤخرا، وافتتاح آخر في سبتة لأول مرة، تنفيذا لخارطة الطريق الموقعة بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز.
كما أشار مسؤول الديبلوماسية الإسبانية إلى استمرار التعاون بين مدريد والرباط في مكافحة الهجرة والإرهاب، بالموازاة مع تحقيق أرقام قياسية تاريخية في التبادلات التجارية بلغت 25 مليار يورو في قطاع التجارة.
فيفاس يطلب دعم مدريد
من جانبه، قال رئيس الحكومة المحلية بسبتة المحتلة، خوان فيفاس، إنه “لا يشعر بالقلق من أن تتأثر سبتة بأي خطر” بسبب مزاعم دعم أمريكا لمسيرة خضراء جديدة”.
وأوضح فيفاس في منتدى “الاقتصاد الجديد” المنعقد في مدريد، اليوم الثلاثاء، أن “نقل مثل تلك التقارير التي لا أساس لها من الصحة يؤدي إلى نتيجة معاكسة لما نهدف إليه، فهو يخلق وضعا سلبيا للسكان للاستقرار في سبتة، ولتوفير مناخ من الثقة”.
واعتبر أنه “لا يوجد خطر من مثل هذا الاحتمال، فالسيادة على سبتة مضمونة، وسبتة هي إسبانيا لأن ذلك أثبته القانون والتاريخ وكل شعب سبتة يريد ذلك” بحسب تعبيره.
وجدد فيفاس مطالبه إلى حكومة مدريد بضرورة تنفيذ سياسة واضحة بشأن الحدود والعلاقات التجارية والقاصرين وكل ما يتعلق بالعلاقة مع المغرب، تكون لها نتائج إيجابية على مدينة سبتة، مضيفا: “لقد دافعنا دائمًا عن سياسة الدولة”.
وأوضح أن “الجمارك التجارية مع المغرب شكل حدثا تاريخيا، ولكن كان هناك ما قبلها وما بعدها منذ عام 2021، وقد شهدنا دراما كبيرة، فخلال 48 ساعة فقط دخل 12 ألف شخص إلى سبتة سنة 2021. تخيلوا كأن نصف مليون شخص دخلوا مدريد دون أن يعرفوا سبب مجيئهم؟”.
وتابع رئيس حكومة سبتة حديثه أمام المسؤولين الإسبان في المنتدى الاقتصادي: “لقد كان الوضع متوترا للغاية، كانت قلوبنا في أفواهنا وأرواحنا في أفواهنا بعد أن كنا على شفا الهاوية”.
وأضاف فيفاس “نحن ندرك جيدا أهمية العلاقات الجيدة مع المغرب في السيطرة على الهجرة وضمان عمل الحدود بشكل صحيح، ولكن هذا لا ينبغي أن يكون البديل”، معتبرا أن “الدفاع عن سلامة سبتة يعني الدفاع عن سلامة إسبانيا وأوروبا” حسب قوله.
يُشار إلى أن صحيفة “إل إسبانيول” نشرت تقريرا بعنوان “خوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء جديدة في المغرب بدعم من ترامب”، وهو التقرير الذي أعادت نشره عدد من وسائل الإعلام الإسبانية، مما خلق حالة من التوجس في البلد.
وكشفت الصحيفة ذاتها أن الأجهزة العسكرية والأمنية في إسبانية تعيش حالة قلق من احتمال قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان اعترافه بسيادة المغرب على سبتة ومليلية، مشيرة إلى أن هناك مخاوف في إسبانيا بخصوص “تحالف ترامب مع الملك محمد السادس”.
المصدر: العمق المغربي