انتهى المخرج المغربي إدريس الروخ، مساء أمس الخميس، من تصوير أحدث أعماله الدرامية التلفزيونية بعنوان “البراني”، وهو عمل جديد من إنتاج القناة الثانية “دوزيم” ينتظر أن يبث خلال الموسم المقبل، ضمن برمجة تراهن على الانفتاح على تجارب درامية نوعية ذات طابع نفسي وإنساني.

يعيد هذا المسلسل الروخ إلى عالم الدراما التلفزيونية من باب مختلف؛ إذ يقدم من خلاله تجربة فنية جديدة تراهن على عمق التناول وجمالية الصورة، ضمن سردية درامية تتجاوز النمط الاجتماعي المعتاد، وتغوص في أعماق النفس البشرية بما تحمله من هواجس وهشاشة وتناقضات.

تدور أحداث المسلسل، وفق معطيات حصلت عليها هسبريس، داخل قرية نائية تسودها السكينة والهدوء إلى أن تصلها شخصية غريبة تحدث خلخلة في توازن المكان، وتفتح الباب على أسرار وخبايا مدفونة في نفوس سكان القرية، ما يدفع المتفرج إلى تتبع سلسلة من التحولات النفسية التي تكشف ضعف الإنسان أمام ذاته وماضيه ومجتمعه.

تنتمي هذه التجربة إلى نوع “الدراما النفسية”، وقد اختار الروخ الاشتغال على الأبعاد العميقة للشخصيات، متجاوزا التناول الخارجي للأحداث.

كما يسلط “البراني” الضوء على مصائر متشابكة لأفراد يعيشون على هامش الحياة، تحركهم جراح قديمة وأسئلة معلقة، في حبكة تتقاطع فيها الأزمنة وتتداخل فيها الأقدار، دون أن تغفل لحظات التوتر والتشويق التي تمنح العمل نبضا دراميا خاصا.

على مستوى الإخراج، حرص إدريس الروخ على تقديم رؤية بصرية دقيقة تراعي أدق التفاصيل، من خلال توظيف متميز للفضاء الطبيعي وتناسق الإضاءة والإيقاع البصري، في محاولة لتحقيق توازن جمالي بين سرد القصة وصياغة الصورة، بما ينسجم مع تطور الصناعة الدرامية المغربية ورغبتها في بلوغ مصاف الإنتاجات العربية والدولية.

وقد ضم فريق العمل مجموعة من الأسماء الفنية المعروفة، من أجيال مختلفة، بينهم هند السعديدي، حسناء مومني، مراد حميمو، عبد الإله رشيد، حميد باسكيط، كمال حيمود، سعاد حسن، رباب كويد، كريم بولمال، صوفيا بن كيران، وداد المنيعي ومنصور بدري، وهي توليفة بشرية تعد بتقديم أداء متنوع وغني، يجمع بين التجربة والحيوية.

وفي أجواء احتفالية، تقاسم كل من إدريس الروخ وطاقم العمل، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو توثق لحظة نهاية التصوير، بعد فترة مكثفة من الاشتغال الفني المتواصل. وأظهرت هذه المقاطع أجواء الفرح والارتياح التي طغت على الفريق، في مشاهد تعكس الانسجام الكبير والجهد الجماعي الذي طبع كواليس تصوير هذا المسلسل.

ويأتي هذا المشروع الجديد ليعزز المسار الإبداعي لإدريس الروخ، الذي راكم تجربة ممتدة بين المسرح والتلفزيون والسينما، وتميز بأعمال تقارب الإنسان في هشاشته وقوته، وتعكس رؤى درامية تستلهم الواقع دون إغفال البعد الفني والتقني.

المصدر: هسبريس

شاركها.