اخبار المغرب

إدخال مساعدات المغرب إلى غزة برا يكشف استمرار علاقات الرباط وتل أبيب

ألقت المساعدات الغذائية الموجهة للفلسطينيين التي نجح المغرب كأول دولة في العالم في تمريرها عبر البر، الضوء على العلاقات التي تجمع الرباط وتل أبيب، وأيضا على أدوار اتفاقات أبراهام.

واعتبر السفير الأمريكي السابق بالمغرب، دافيد فيتشر، عبر تدوينة له بموقع “إكس”، أن “اتفاقات أبراهام تعمل بالفعل، وقد مكنت الأمم المتحدة من إيصال مساعدات المملكة المغربية الغذائية عبر البر”.

وأضاف فيتشر أن “اتفاقات أبراهام تواصل خلق الفارق في العالم”، معبرا عن “سعادته وفخره بهاته اللحظة العظيمة التي نجح فيها المغرب في إيصال هاته المساعدات”.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن “سماح تل أبيب للمغرب كأول دولة في العالم بتمرير المساعدات برا، يأتي بفعل استمرار العلاقات، وكهدية من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الرباط بمناسبة شهر رمضان”.

وبين تصاعد الاحتجاجات وتعالي الأصوات التي تطالب الرباط بقطع علاقاتها مع تل أبيب بسبب حربها على الشعب الفلسطيني، تبدو المملكة، وفق خبراء، “ذكية في التعامل مع إسرائيل، حيث تستخدم العلاقات معها خدمة للقضية الفلسطينية”.

وكان المغرب صارما في أكثر من مناسبة ضد الهجمات الإسرائيلية على غزة، آخرها تحذير وزير الخارجية، ناصر بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الفرنسي، من تعقيد الأوضاع في القطاع قبل شهر رمضان.

فهل دخول المساعدات المغربية برا سببه استمرار العلاقات مع تل أبيب؟ للإجابة على هذا السؤال، قال عبد اللطيف مستكفي، أستاذ باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “الجوهر يكمن في المعطى التاريخي المتعلق ببيت مال القدس”.

وأضاف مستكفي، ضمن تصريح لهسبريس، أن المغرب حرص تاريخيا على تقديم المساعدات للفلسطينيين، واليوم يواصل النهج نفسه الذي يرسخ بقوة دعمه اللامشروط لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وشدد المتحدث على أن “البوصلة الدبلوماسية للمغرب تسير لبناء تصور جديد على مستوى العالم، ويواصل حصد النجاح الباهر على جميع الجبهات”.

واعتبر مستكفي أن “المبادرة المغربية لإيصال هاته المساعدات برا، هي الأولى في المنطقة، وتظهر بالفعل وجود علاقات إيجابية بين المغرب وإسرائيل، وفي الأصل تبين أن العلاقة ليست بالمصالح، وإنما من أجل خدمة القضية الفلسطينية”.

وأجمل الأستاذ الجامعي قائلا: “هذا الأمر يرجح أن يكون من خلاله المغرب المحاور الأول والوحيد من أجل دعم القضية الفلسطينية، خاصة مع فشل جميع الجهود الأممية”.

بدوره، قال الحسين كنون، خبير في العلاقات الدولية، إن “عودة العلاقات في الأصل بين المغرب وإسرائيل سنة 2021، لم تكن من أجل حسابات ضيقة كما اعتقد كثيرون، بل بالفعل من أجل تقوية الجهود المغربية في القضية الفلسطينية”.

وأضاف كنون، ضمن تصريح لهسبريس، أن “استمرار العلاقات بين المغرب وإسرائيل أمر مهم للغاية، والرباط تعلم جيدا العوائد المهمة التي تتحصل عليها فلسطين من ذلك”.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “المغرب يدافع بقوة عن القضية الفلسطينية، وعن إقامة دولة مستقلة طبقا لاتفاق أوسلو”، مشددا على أن “إعادة العلاقات سنة 2021 جاءت بهدف واضح هو استمرار تقوية هذا الدعم”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *