اخبار المغرب

إدانة حرب إسرائيل ليس “معاداة للسامية” .. ونرفض “مجازر رفح”

يبدو أن إفصاح المغاربة اليهود عن مواقفهم تجاه حرب غزة لم تعد “مهمة” تتم بصعوبات كبيرة في سياقٍ حَشَدَ “ما يشبه الإجماع” في العالم على أن ما تقوم به الآلة العسكرية في إسرائيل “جرائم ضد الإنسانية”، لاسيما أن الخروج من “دائرة الظل” شكلت “حاجة مطلوبة” لليهود أمام الخلط الذي يحدث بين “حكومة إسرائيلية متطرفة تريد أن تحوّل سكان قطاع بالكامل إلى مقبرة كبيرة” وبين يهود لهم تصورهم أيضا للحرب.

وحتى لو لمست هسبريس نوعا من “التردد” في التحدث عن الموضوع الذي ينطوي على “حساسية سياسية كبيرة قد تنفلت في كثير من جوانبها من العقيدة اليهودية”، بتعبيرهم، فإنهم لم يترددوا في القول إن “ما يجري في قطاع غزة، وخصوصا في رفح مؤخرا، هو صدمة حقيقية لا يمكن أبدا الصمت حيالها”، معبرين عن تقاطعهم مع الموقف الرسمي للمملكة المغربية تجاه ما يجري في الشرق الأوسط “حرفيا”.

“تمييز ضروري”

جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي، اعتبر أن إدانة ما يجري من تقتيل في غزة ليس موقفا دينيا ولا معاداة للسامية؛ بل هو إدانة لجهة سياسية تتحمل مسؤوليتها في ما تقوم به، مشددا على أن “المفارقة التي حدثت في أماكن كثيرة في العالم هو إقحام اليهود بشكل عام في نقاش سياسي وصراع في رقعة جغرافية معينة لا يمكن أن يكونوا جميعا مع النتائج الكارثية التي خلفها، ولهذا علينا ألا نُحول ما يجري إلى حرب حضارية جديدة”.

وتردد كادوش قليلا قبل أن يجيب عن سؤال هسبريس: “هل حكومة بنيامين نتنياهو خربت أفق اليهود في العالم بتقديمها مثالا متطرفا بلا رجعة؟”، ليقول في النهاية: “في ديننا وفي أخلاقنا، لم نجد ما ينص على قتل الأطفال والنساء أو الاعتداء على الأبرياء والمدنيين أو التنكيل بمقدساتهم”، متمنيا أن تتوقف هذه “الحرب الصادمة” التي اتخذت منحى خطيرا، أثر على اليهود في كل بقاع العالم، حتى من هم ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية.

ولفت المتحدث عينه إلى أن ما عبر عنه المغرب رسميا بالتأكيد على أهمية الامتثال لقرار محكمة العدل الدولية، الذي يطالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في رفح، وتجديد الدعوة إلى الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، هو قرار يتبناه المغاربة اليهود طولا؛ لأن مسار الحرب تجاوز كل الحدود التي يتقبلها العقل، خالصا إلى رفض كل الهجمات التي من المتوقع أن تخلق مجازر جديدة.

“مشاهد صادمة”

سيزان أبيطان، مغربية يهودية رئيسة الجمعية الدولية للمغاربة من أجل التسامح، طالبت بوقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المخيمات التي تكتظ بالأبرياء والأطفال.

وعبرت المغربية اليهودية، التي تتردد باستمرار على الدولة العبرية، عن “صدمتها” من الفيديوهات والصور المتداولة بعد سقوط غارة إسرائيلية على مخيم يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطيني قرب مدينة رفح، متمنية أن يعود السلام إلى الشرق الأوسط وتهدأ الحرب التي بدأت تهز حتى القدرة على التعايش في مناطق أخرى بالعالم.

وأوردت أبيطان، في حديث لهسبريس، أن الموضوع “في غاية التعقيد بالنظر إلى البعد السياسي الحاضر فيه”؛ لكنها لم تجد استنكار إحراق الخيام حيث يعيش النازحون والفارون من رعب الحرب “شيئا كثير التعقيد”، معلنة رفضها هي وطائفتها أي تكريس للكراهية تجاه اليهود أو تجاه المسلمين، لأنهم “كانوا متعايشين معا في إسرائيل وفلسطين قبل الحرب، التي رسمت خريطة جديدة هناك”، حسبها.

تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع الماضي كان حاسما في مسار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ فقد طلب كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويوآف غالانت، وزيره في الدفاع. كما صدر أمر من محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، إلى إسرائيل بوقف العمليات العسكرية في رفح.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *