أوزين: الفاعل السياسي بالمغرب كومبارس و”مول الحوت” أصدق من الوزراء والبرلمانيين

وصف محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الوضع السياسي في المغرب بأنه يشهد تحولا جذريا بعيدا عن الصيغة الأصلية النبيلة للعمل السياسي، وأكد أن السياسة اليوم تمارس بصيغة أخرى تتسم بالانتهازية والوصولية والحربائية، مشيرا إلى أن هذا المشهد السياسي الذي نراه اليوم أصبح عنوانه “الافتراس”. وأضاف أوزين أن هذه السلوكات والممارسات أدت إلى “تشييع جثمان السياسة”، حيث أصبح الفاعل السياسي مجرد “كمبارس” يكتفي بدور “الأخرس الصامت” ويغيب عن النقاشات الفعالة.
وقال أوزين خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني مساء اليوم الثلاثاء، إننا نعيش اليوم “الموت السريري” للسياسة بشكل غير مسبوق. وتابع قائلا: “أصل الحكاية وبدون نكاية، الزلزال الذي شهدته البلاد في 8 شتنبر وما خلفه من تبعات، وما أصبح له من تداعيات بعد الوعود السخية في الحملات الانتخابية، ثم التنكر لها بعد ذلك، كانت نتيجتها الإجهاز على ما تبقى من منسوب الثقة لدى المواطنين”.
كما أضاف أن هذه السياسات أفرزت فئة جديدة من السياسيين، معظمهم من رجال المال والأعمال على حساب النضال، وهو ما جعل الحكومة تنجح في الوصول إلى “أنجع وصفة لتحقيق الإفلاس السياسي”، الذي كان نتيجة مباشرة للإفلاس الاجتماعي والفلاحي والمعيشي للمواطنين.
وفيما يتعلق بالتقنوقراط، انتقد الامين العام للحركة الشعبية وجودهم على رأس قطاعات حيوية، حيث أشار إلى أنهم “يجيدون تمرينات الأرقام”، بينما يغيب “الرقم الصعب”، وهو الإنسان، مستعرضا كيف أن الحكومة أصبحت تشكل “أغلبية شاردة” لا ترافع على الملفات ولا تسلط الضوء على الإكراهات الحقيقية للمجتمع، بل أصبحت مجرد “منصة للتصفيقات والتهليلات للوزارات”. وأكد أن هذا الوضع أدى إلى تحول المشهد السياسي إلى “مقبرة سياسية”، حيث غاب النقاش العمومي والصحي، وحل مكانه “صمت القبور”، مما طرح تساؤلا عن مسؤولية الجميع، حتى لو كان ذلك من خلال “صمتنا الذي يعزز صمت القبور”.
وفي تعليقه على غياب النقاش السياسي الجاد داخل المؤسسات، أضاف أوزين أن النقاش قد تحول إلى “خارج أسوار المؤسسات”، وأصبح الفضاء الأزرق في إشارة إلى مواقع التواصل الاجتماعي هو “صوت من لا صوت له”، ليصبح “مول الحوت ومول البيض ومول اللحم” أكثر تأثيرا على المغاربة من السياسيين والوزراء والبرلمانيين، الذين “يطلون على المغاربة بأخبار أكثر صدقا من أخبار من ائتمنوه”. وتساءل أوزين في هذا السياق: “هل هو عجز الحكومة أم إبداع الشعب؟ أم خيبة أمل أم حظ عاثر؟”.
وأكد أوزين أن هذه الحكومة جمعت كل ما تفرَّق في الحكومات السابقة، حيث تربعت أغلبية واحدة على الحكومة والبرلمان والجهات والمجالس إلى أدنى مستوى من الجماعات المحلية. وأضاف: “انطلقت الأغلبية لتنصب الشراع نحو حكومة المونديال، وهم عاجزون عن توفير الخرفان التي انقرضت في القرى والجبال، يرددون شعار المونديال، بينما ضحايا زلزال الحوز يقاومون لسعة الصقيع في ظروف لا تقبلها النخوة”.
المصدر: العمق المغربي