اخبار المغرب

“أوبنهايمر” يجذب انتباه الجمهور المغربي.. فيلم يجمع النجاح التجاري ورضا النقاد

يواصل الفيلم الأمريكي الشهير “أوبنهايمر” استقطاب الجماهير حول العالم، بعد الشهرة الكبيرة التي اكتسبها؛ ما دفع القاعات السينمائية المغربية إلى أن تعيش انتعاشا مهما خلال الفترة الماضية، بسبب الإقبال الكبير للجمهور المغربي من أجل مشاهدة العمل الذي جذب الأنظار إليه بعد الحملة التسويقية الكبرى التي حظي بها عالميا.

و“أوبنهايمر” مقتبس من كتاب “انتصار ومأساة جي روبرت أوبنهايمر”، الذي ألّفه الكاتبان كاي بيرد ومارتن جاي شروين والذي حصل على جائزة بوليتزر العالمية. وتدور أحداث هذا الفيلم حول سيرة حياة الفيزيائي روبرت أوبنهايمر الذي صنع أول قنبلة ذرية في العالم خلال الحرب العالمية الثانية، والملقَّب بـ”أبو الطاقة الذرية”.

وتصدّر العمل منصات التواصل فور الإعلان رسميا عن انطلاق عرضه على الصعيدين العالمي والوطني، واشتدت المنافسة بينه وبين بعض الإنتاجات المطروحة في الفترة ذاتها، حيث اعتبره عشاق الفن السابع عملا من العيار الثقيل بأحداث عميقة ومستوحاة من الواقع.

في هذا الصدد، قال الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم إن شريط “أوبنهايمر” يعد من أحدث الأعمال السينمائية التي شدت انتباه الكثيرين وأعادت المغاربة إلى القاعات السينمائية.

كما اعتبر مؤلف كتاب “سينمات عالمية: أفلام ومخرجون.. قراءات في تجارب مغايرة” أن الفيلم الأمريكي سالف الذكر “سيظل واحدا من بين أهم أفلام كريستوفر نولان، المخرج الذي يستطيع دائما أن يزاوج بين النجاح التجاري لأفلامه ورضا النقاد وعشاق السينما.. هذه المعادلة الصعبة والتي يتمناها أي مخرج في العالم دون أن يصل إليها سوى القلة”، مبرزا أن هذا الأخير استمر في عمله الجديد على أسلوبه ورؤيته السينمائية.

وأبرز الناقد ذاته، الذي شاهد الشريط الطويل مع بداية عرضه بالقاعات المغربية، أنه “في “أوبنهايمر” يحضر موضوع الزمن الذي يوجد في أغلب أفلام نولان؛ لكن بشكل مختلف، إذ يتلاعب فيه بالزمن الفيلمي مع جعل نقطة الارتكاز هي لحظة محاكمة “أبي القنبلة الذرية” أوبنهايمر من قبل “المكارثية” التي تتهمه بأنه شيوعي وخائن للوطن، فيما هو يحاول نفي التهم عن نفسه؛ لكن مع الحفاظ على صدق نواياه”.

وتابع المتحدث ذاته أن هذا الفيلم يحمل لحظات سينمائية قوية قد تغفر لمخرجه بعض التراخي في السرد الذي قد يشوش على المشاهد، وأنه يعتمد بشكل كبير على الحوار إلى درجة “الثرثرة”، مضيفا أنه “من الممكن أن تختلف الآراء حول اعتبار الفيلم ثرثارا بشكل مزعج، أو أن الحوار كان وظيفيا ومعبرا عن تكوين الشخصيات ومفصحا وموضحا لبعض ما قد يسببه السرد المربك من تشويش على المشاهد العادي”.

وأشاد واكريم بأبطال الفيلم، لافتا إلى أن من بين نقط قوته هو إسناد الأدوار الرئيسية والثانوية لممثلين مهمين وموهوبين؛ مثل كيليان مورفي الذي تميز في دور أوبنهايمر وعبر بتعابير وجهه وخلجاته ونظراته عن الصراع الداخلي للشخصية المرتبكة والمتأزمة نفسيا، وإملي بلانت في دور زوجة أوبنهايمر المدمنة على الخمر والتي تقمصت الشخصية بدون مبالغة في الأداء وبحرفية.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *