بعنوان “غزة.. فاضحة ضمير العالم!” صدر كتاب جديد للصحافي المغربي علي أنوزلا (في 458 صفحة) من تقديم الصحافي المغربي توفيق بوعشرين.

ويضم الكتاب الجديد نصوصا “ليست مجرد مقالات كتبت في إبانها من متابع متواضع لتطورات قضية تجاوز تأثيرها، على مدى 75 سنة، محيطها الإقليمي إلى فضاءات عالمية كبيرة ما زالت تفاعلاتها تتدحرج مثل كرة ثلج كبيرة، بقدر ما هي استعادة للذاكرة ليس من أجل تسجيل المواقف، وإنما من أجل التأكيد على أن “أم القضايا” في عصرنا الحديث، “قضية فلسطين”، ليست فقط قضية ظلم تاريخي كبير طال شعبا بكامله، بتواطؤ مع قوى إمبريالية عالمية وأنظمة رجعية خائنة عربية، ولكنها كانت منذ البدء، وستظل، قضية مبادئ وقيم أصبحت اليوم هي المحك لاختبار معادن النساء والرجال والدول والأمم، بعد أن عرّت حرب الإبادة في غزة عن سوءَة الكثير من المتلحفين بها، وفضحت نفاقهم وزيف خطاباتهم وازدواجية معاييرهم، بل وتواطؤهم وخياناتهم وجبنهم”.

وفي تقديمه للكتاب الجديد استحضر الصحافي توفيق بوعشرين قولة: “الصحافة هي المسودة الأولى للتاريخ”، مردفا أنها “تلخص وظيفة الصحافي في توثيق الأحداث اليومية، حيث تُعتبر التقارير الإخبارية، ومقالات الرأي، والتحليل، بمثابة مرحلة أولية لما سيصبح لاحقا جزءا من السجل التاريخي، الذي سيشتغل عليه المؤرخون بعد أن تنتهي الأحداث، وتتوقف الحروب، والزلازل، والاضطرابات، والثورات، والكوارث، وعموم الوقائع التي تغير مسارات التاريخ”.

وسجل أن “مقالات الزميل الصحافي علي أنوزلا “غزة فاضحة ضمير العالم” تنتمي إلى هذا الجنس الصحافي الذي يسبق عمل المؤرخ، خاصة عندما يكون صاحبه متابعا دقيقا لموضوعه عبر سنوات طويلة، ويكون قلمه ملتزما بالقيم المهنية للصحافة، وفي مقدمتها الانحياز إلى الحقيقة، وإعطاء صوت للضعيف، وإعلاء مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان والسلام العالمي، السلام المبني على العدالة والإنصاف، وليس سلام الرومان المغشوش الذي تحرسه السيوف والنبال وقهر الإنسان”.

وأضاف بوعشرين أن أنوزلا عالج موضوعات غزة وحروبها، وفلسطين ومسار احتلالها، و”الشرق الأوسط” وتموجات فوضاه، والتطبيع ومنعرجاته “بتحليل ينفذ إلى العمق ولا يبقى عند السطح، يربط الحاضر بالماضي من أجل الإطلالة على المستقبل في منطقة تصدر النفط والغاز والمشاكل، وتستورد تقريبا كل شيء، سوى شيء واحد لا يعبر حدودها، وهو الأمل في الغد”.

في هذا الكتاب يضع علي أنوزلا “الاحتلال محل سؤال استنكاري، في انتظار أن يأتي الجواب الفعلي من جيل سيخرج من رماد غزة، ومن ضمير الأجيال القادمة، جيل لن يضع احتلال إسرائيل محل سؤال، بل سيضع وجودها ذاته محل استفهام”، كما كتب بوعشرين في تقديمه لـ”غزة.. فاضحة ضمير العالَم”!.

المصدر: هسبريس

شاركها.