اخبار المغرب

أندري أزولاي يستميت في الدفاع عن القضية الوطنية المشروعة للفلسطينيين

في عدد من محطات “القضية الفلسطينية” كان أندري أزولاي، مستشار الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، جزءا من الأصوات المغربية التي تدافع عن “سلام عادل”، ووقف الاضطهاد الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، وعُرف منذ سبعينيات القرن الماضي بتمسّكه بـ”حلّ الدولتين” حلّا لا يمكن بدونه أن يخمد غليان المنطقة.

المستشار الملكي المغربي، الذي ترأس منظمة “أنا ليند للحوار بين الثقافات”، أكد سنة 2018، خلال الدورة 15 من “الأندلسيات المتوسطية”، أن “القضية الوطنية للفلسطينيين قضيةٌ مشروعة”، وأن “استمرارية إسرائيل وأمن أطفالها غدا غير ممكنة دون أن تكون للفلسطينيين حريتهم وكرامتهم ودولتهم، ولا يوجد أي سبيل آخر إلا هذا”.

وتابع: “الطريقة التي عُلّمت بها كيف أكون يهوديا في الصويرة كانت، أولا، أن أحترم من بجانبي، وإذا كانت لي حريتي وكرامتي وعَدالتي بينما ليست له فلَم أعد يهوديا، فما الحاجة إليها؟ يهوديتي، التي أريد الحفاظ عليها، كمغربي وصويريّ، هي أن يصير المحرومون من العدالة والكرامة والسيادة في وضع يمكنهم من استعادة هذه الحقوق المحرومين منها”.

واسترسل قائلا: “ما أقول هذا الآن لأحمي يهوديّتي لأني أفقدها كلما تكرّرت هذه المأساة. عندما يسقط ضحايا فلسطينيون وإسرائيليون (…) لا يقود هذا إلى أي مكان، لا يقودنا إلا إلى الأسوأ، كلنا”، علما أن ما يدافع عنه من ضرورة عدم التخلي عن حل الدولتين “لا يقبله البعض من الجانبين العربي والإسرائيلي”.

الفكرة نفسها دافع عنها أزولاي في السنة الراهنة 2023، قائلا: “إسرائيل في حاجة إلى فلسطين، وفلسطين في حاجة إلى إسرائيل”، في إطار تصوّره، الذي ينقله، عبر منابر متعددة، إلى صناع القرار الغربيين: “أمن إسرائيل لن يتحقق إلا بمنح الشعب الفلسطيني حق بناء دولته المستقلة”.

دورة سابقة أخرى من مهرجان “الأندلسيات المتوسطية” بالصويرة، هي الثالثة عشرة، قال فيها إن “المأساة الفلسطينية في قلب تفكيرنا”، و”ما دام الشعب الفلسطيني في وضعه الحالي”، فإن أزولاي سيظلّ إنسانا “مبتورا، مقطوع الأطراف، ويهوديته (أي إيمانه) في خطر”، وتساءل “كيف يمكن أن أكون يهوديا والشعب الفلسطيني لم يجد حريته وعدالته وكرامته، ولا يعيش في دولته إلى جانب الدولة الإسرائيلية؟”.

في هذه المحطة، وبعد أزيد من عشرين سنة عن “اتفاق أوسلو”، تمسّك المتحدث ذاته بضرورة عدم التخلي عن “حل الدولتين”، قائلا إنه لا يرى “استقرار وأمن إسرائيل ممكنا” بدون “الضامن الأكبر”، الذي هو “أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه”.

وأمام الاضطهاد والعنصرية والتمييز المبني على الدين، الذي تدعّمه وسائل الإعلام المتحيّزة، تكرّر تمسّك أزولاي بنموذج عاشه طفلا في مسقط رأسه الصويرة، حيث تذكّر السنة الماضية بالفاتيكان افتتاح الملك محمد السادس “بيت الذاكرة”، وكيف طلب منه الملكُ مرافقته وحيدا إلى البَيعة (الكنيسْ)، الذي هو جزء من المبنى، وطلب منه فتح خزانة التوراة “حيث يوجد لفيف توراة تعود إلى القرن التاسع عشر، ووضع يديه عليه ودَعا”.

وعلق أزولاي على ذلك قائلا: “لم يتم هذا أبدا من قبل، ولا أدري هل سيحدث مثله في يوم من الأيام”. وتابع: “هذا ليس نظريا، بل حقيقة تاريخية، هذه الحقيقة لم تروها في جرائدكم، ولا في تلفزاتكم، مساء، بالغَرب. ولو كان العكس، دما ومواجهة وتطرفا سبق أن عرفه المغرب، كان سيكون في الصفحات الأولى لجرائدكم. لا أقول هذا لأننا نبحث عن ظهورٍ بكل ثمن، أو لنيل اعترافِ آخَرين، بل (…) لنقول إنه يوجد جواب، ولا يجب أن نهمله”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *