أكد الممثل المغربي أمين الناجي أن اللهجة المغربية لا تزال تشكل عائقا كبيرا أمام الانتشار الواسع للفنانين والأعمال الدرامية المغربية في الساحة العربية، رغم التطورات الحاصلة، حيث يرى أن الإنتاج الدرامي المغربي يجد صعوبة في دخول بيوت المشاهدين العرب، وذلك على الرغم من النجاح الذي حققته الأغنية المغربية في السنوات الأخيرة والذي ساهم بشكل كبير في تقريب الجمهور العربي من هذه اللهجة وثقافة المغرب عموما.

ويستعد الناجي، في خطوة تعكس طموح الفنان المغربي لتجاوز هذه الحدود، للظهور قريبا على الشاشات العربية من خلال مشاركته في مسلسل تاريخي ضخم هو “سيوف العرب” للمخرج سامر جبر، الذي يتناول تاريخ السيف العربي عبر أحداث تقع بين عصري الجاهلية وبداية الخلافة الأموية.

هذا العمل يجمع نخبة من أبرز نجوم الدراما العربية، منهم سلوم حداد وباسم ياخور ومنذر رياحنة، إلى جانب ممثلين مغاربة بارزين مثل محمد مفتاح وياسين أحجام. وقد تم تصوير جزء كبير من مشاهد المسلسل في مدينتي مراكش وورزازات بالمغرب، ومن المنتظر بثه على قناة قطر الفضائية.

وفي حديث خاص لصحيفة “العرب”، عبّر الممثل المغربي عن فخره الكبير بمشاركته في هذا الإنتاج العربي الضخم، معتبرا إياه من أضخم الأعمال التي شارك فيها من حيث الموضوع الذي يعالجه والإمكانيات المسخرة له، كما أشاد بجمالية وروعة الديكورات التي تم بناؤها خصيصا للعمل في مواقع التصوير بالمغرب، واصفا إياها بالواقعية والمبهرة لدرجة أنها أعادت خلق مشاهد حقيقية من العصور القديمة، مما ساهم في مساعدة فريق العمل والممثلين على الاندماج التام في روح الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث.

وكشف أمين الناجي في السياق ذاته عن تفاصيل دوره في المسلسل، حيث يجسد شخصية “كتبغا”، أحد القادة البارزين في جيش هولاكو خان المغولي، وهي شخصية تاريخية معقدة ومثيرة للجدل، تطلبت منه جهدا خاصا في البحث والدراسة للغوص في أبعادها النفسية والتاريخية. وأشار إلى أن كتبغا كان رمزا لقوة غاشمة اجتاحت المشرق الإسلامي، وقد تطلب منه هذا الدور استعدادا خاصا، سواء على مستوى البنية النفسية أو التعبير الجسدي، وسعى لتقديمه لا كشرير تقليدي فقط بل كشخصية ذات دوافع وأفق.

وعاد الناجي للتأكيد على أن “سيوف العرب” عمل تاريخي وفني طموح يسعى لإعادة قراءة تاريخ العرب في زمن التحول والصراعات الكبرى، مع التركيز على رمزية السيف العربي كرمز للشرف والكرامة والهوية أيضا. وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجه حضور الفنان المغربي في الدراما العربية، أوضح الناجي مجددا أن “العائق الأكبر ظل لفترة طويلة مرتبطا باللهجة المغربية، التي كانت تشكّل حاجزا أمام اندماج الممثلين المغاربة في الأعمال العربية المشرقية”، لكنه يرى أن الأمور بدأت تتغير تدريجيا، بفضل انفتاح عدد من القنوات الكبرى على السوق المغربي، وازدياد الوعي بأن الممثل المغربي يمتلك طاقات هائلة وخبرة تجعله “قادرا على العطاء خارج حدود اللهجة واللغة”.

وأضاف الممثل المغربي أن انتشار الأغنية المغربية، بفضل فنانين شباب، ساهم بشكل كبير في “تقريب الوجدان المغربي من المشاهد العربي”، وهو ما انعكس إيجابا على تقبل الجمهور للدراما المغربية. وعبر عن أمله الكبير في أن “تحظى الأعمال المغربية بفرص أكبر للعرض على القنوات العربية الكبرى”، حتى تتمكن المواهب والطاقات الفنية المغربية التي كانت “تظلِمها الحدود الجغرافية واللغوية” من الانكشاف للجمهور الواسع في مختلف أرجاء الوطن العربي.

وفي سياق آخر، كشف أمين الناجي عن مشروعه السينمائي الأول الذي يخوض فيه تجربة الكتابة، وهو فيلم يتناول مواضيع اجتماعية بعمق إنساني، يسعى من خلاله لتقديم رؤيته الخاصة للعالم من خلال السينما، مع الإشارة إلى أنه يستعد لتصوير هذا الفيلم المعنون “راسي مرفوع” العام القادم، والمستوحى من قصة مشجعي فريق الرجاء البيضاوي، ويتناول واقع حي درب السلطان الذي نشأ فيه.

يذكر أن أمين الناجي يعد من أبرز الممثلين المغاربة، وقد اختار مساره الفني بعد دراسة في مجال المحاسبة، وتلقى تكوينا مسرحيا أكاديميا، ونشأ في أسرة فنية كان لها تأثير على شغفه بالفن.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.