“أمكار طانطان” يعكس ارتباط “الثقافة الحسانية” بالموروثات الحضارية المغربية
يختزن الموسم الثقافي ألموكار جميع مكونات الثقافة الحسانية، التي تعكس غنى وجمال الموروث الحضاري المغربي الذي تمثله مختلف القبائل الصحراوية المشاركة اليوم في موسم طانطان المنظم برعاية الملك محمد السادس إلى غاية 12 يوليوز الجاري تحت شعار “موسم طانطان.. تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة”.
في هذا الصدد، قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن هذا الحدث الكبير يشكل فرصة لتسليط الضوء على غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي، إذ إن موسم طانطان أعلن خلال سنة 2005 من روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية، وخلال سنة 2008 تم إدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي العالمي لليونيسكو.
وأضاف بنسعيد، في كلمة له خلال الافتتاح الرسمي للدورة الـ 16 لموسم طانطان، أن التراث الثقافي الحساني يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية وعنوان اعتزاز أهل الصحراء بتاريخهم وحضارتهم؛ فالتراث الثقافي يجمع المعالم والآثار وكذا التعبيرات غير المادية التي تنتقل عبر الأجيال. وإلى حدود اليوم، يتمسك أهل الصحراء بهذه العادات والتقاليد التي تمثل غنى الموروث الثقافي في أقاليمنا الجنوبية.
وأبرز المسؤول الحكومي تنوع التراث الحساني باعتباره جزءا من الهوية الوطنية التي تشكلت عبر قرون بتفاعل بين مختلف المجموعات البشرية التي سكنت الصحراء المغربية، وهو تراث متنوع يتميز بخصائص فريدة تتكامل مع الهوية الوطنية، كما يتميز بغنى أشكاله وتجلياته، سواء المادي أو غير المادي، مشددا على أن صونه وتثمينه والحفاظ عليه وعلى إشعاعه دوليا، يعتبر جزءا من هذه المسؤولية الجماعية، دولة ومنتخبين وجمعيات مجتمع مدني.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال محمد فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة “ألموكار”، إن ما يميز الدورة الحالية عن النسخ السابقة لموسم طانطان الذي يعود بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب جائحة “كوفيد19″، هو تنوع فقراتها الثقافية والفنية في ما يتعلق بإبراز المكون الثقافي الحساني وإظهار العديد من تجلياته، بالإضافة إلى برمجة مجموعة من الفقرات، منها ما هو فني وما هو استعراضي ورياضي.
وأكد المتحدث أن المؤسسة تركز جهودها على حماية وصون الموروث غير المادي للإنسانية، وتسليط الضوء على 12 عنصرا مغربيا مسجلا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لمنظمة اليونيسكو، ويتعلق الأمر بـ”موسم طانطان”، “الطعامة المتوسطية”، “فضاء جامع الفنا”، “الكسكس”، “البيازة”، “مهرجان حب الملوك”، “شجرة الأركان”، “رقصة التاسكيوين”، “كناوة”، “الخط العربي”، و”التبوريدة”.
وأشار بنيعيش إلى أن هذا الموسم هو فرصة بالنسبة للحضور، وبينهم ممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط وبالأقاليم الجنوبية، لاكتشاف الثقافة المغربية متعددة الروافد، وكذا للاطلاع على الدور الذي تقوم به المملكة في حماية وصون التراث غير المادي المسجل على القائمة التمثيلية لمنظمة اليونيسكو.
من جانبه، شدد فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، على أهمية تنظيم موسم طانطان كتظاهرة ثقافية وفنية مميزة تجمع مختلف أشكال ثقافات البدو، مشيرا إلى أن هذا الموسم أصبح عنوانا لالتقاء الثقافات وتسليط الضوء على التراث الصحراوي من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية.
وأكد القائد العام لشرطة أبو ظبي أن مشاركة الإمارات العربية المتحدة في هذا الموسم، وهي المشاركة السابعة، تجسد عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، لافتا إلى أن هذه المشاركة هي فرصة لتسليط الضوء على تراث الإمارات الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، يتضمن منتجات متنوعة تهم الصيد البحري، وملابس رجالية، وأزياء وحرفا نسائية، وفنونا شعبية.
يذكر أن حفل الافتتاح حضره، على وجه الخصوص، كل من ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ومحمد الناجم أبهي، والي جهة كلميم واد نون، وحسن أبو الذهب، والي أمن العيون، وامباركة بوعيدة، رئيسة مجلس الجهة، والعصري سعيد أحمد الظاهري، سفير الإمارات لدى المغرب، إلى جانب عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي للدول الأجنبية بالرباط والعيون.
المصدر: هسبريس