أكدت مصادر متطابقة فوز شركة سوبراتور التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية بصفقة تدبير النقل الحضري وشبه الحضري بمدينة مراكش ونواحيها، مزيحة بذلك شركة “ألزا” الإسبانية التي دبرت القطاع في المدينة الحمراء منذ 26 عاما.
وعلمت جريدة “العمق” أن الخبر سقط صباح اليوم الجمعة كالصدمة على الشركة الإسبانية التابعة للمجموعة البريطانية Mobico، بحيث يشكل فقدان تدبير قطاع النقل الحضري مدينة مراكش ضربة قاسية لـ”ألزا” خصوصا وأن مراكش كانت هي البوابة التي ولجت من خلالها إلى السوق المغربية.
وتم التأشير رسميا على ملف سوبراتور التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بعد بقائها في المرحلة الأخيرة من السباق نحو الظفر بالصفقة إلى جانب شركة ألزا الإسبانية.
وكانت جريدة “العمق” سباقة نشر خبر حول استعداد الشركة الإسبانية لمغادرة مدينتين مغربيتين، وتضع اليد على القلب خوفا من فقدان مدينة ثالثة.
وجاء في الخبر الذي نشرته جريدة “العمق” قبل حوالي شهرين، أن المدير العام للشركة الإسبانية ألبرتو بيريز عقد اجتماعا مع مسؤولي مختلف فروع وأقسام “ألزا المغرب” مؤخرا، وأخبرهم بأن الشركة “فقدت تسيير مدينتين كبيرتين”، مشيرا إلى أن جميع مناصب المسؤولية في الدار البيضاء والرباط غير شاغرة، وأن الشركة ستركز أكثر على نجاح مهمتها في العاصمتين الإدارية والاقتصادية.
وفي الوقت الذي تأكد مغادرة شركة “ألزا” لمدينة أكادير بعد تمكن كل من مجموعة أوتاسا الإسبانية “Autasa” ومجموعة سوبراتور المغربية “Supratour”، من المرور إلى المرحلة الأخيرة من طلبات العروض، فإن مصيرها كان يومها محل شك في مراكش حيث ستننافس في المرحلة الأخيرة من طلبات العروض مع شركة “سوبراتور” التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، فيما مصيرها مازال مجهولا بطنجة حيث ينتظر أن ينتهي تمديد عقدها في نهاية العام الجاري.
يذكر أن فقدان شركة “ألزا” للمدن لأي من المدن الثلاثة المذكورة (مراكش، وأكادير، وطنجة)، يعد صفعة قاسية للشركة الإسبانية بالنظر لمكانة المدن الثلاثة بحث تعد المدن الأولى التي بنت بها تجربتها في تدبير النقل الحضري بالمغرب.
وكان أول دخول شركة “ألزا” إلى المغرب بفوزها بصفقة تدبير النقل الحضري بمراكش عام 1999، قبل أن تتوسع بإطلاق خط شبه حضري من مراكش إلى شيشاوة عام 2004، ثم تفوز بصفقة تدبير النقل الحضري بمدينة أكادير عام 2010، وطنجة في 2013، ثم خريبكة في 2015، والعاصمتين الإدارية والاقتصادية للمغرب تواليا في 2018 و2019.
وبعدما كانت في وقت سابق “بديلا جيدا” عن التجارب التي سبقتها في المدن المذكورة، راكمت شركة “ألزا” وهي الفرع الإسباني لشركة “موبيكو” البريطانية، مجموعة من الاختلالات والأخطاء كانت موضوع عدة تقارير وطنية ودولية، كشفتها جريدة “العمق” في تحقيق استقصائي نشر سابقا بعنوان ” أخطبوط “ألزا”.. من وعود الجودة الأوروبية إلى هيمنة الرداءة ونزيف العملة الصعبة.
في التحقيق المذكور تتبعت جريدة “العمق” تجربة شركة “ألزا” الإسبانية في تدبير النقل الحضري وشبه الحضري وأثرها على الاقتصاد الوطني، وجودة خدماتها، علما أن الشركة استحوذت عليها عام 2005 مجموعة National Express البريطانية، التي غيرت اسمها في 2022 إلى Mobico Group، ووقفت على حجم المفارقات بين تعامل الشركة مع الأسواق الأروروبية والسوق المغربية، وما تسببه من نزيف للعملة الصعبة من المغرب.
المصدر: العمق المغربي
