كشفت الممثلة المغربية سمية أكعبون، في حديث لجريدة “العمق”، عن أسباب ابتعادها عن الأعمال التلفزية المغربية في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن غيابها لا علاقة له برغبتها الشخصية، وإنما بواقع مهني لا يتيح لها فرص الحضور رغم تجربتها الطويلة في التمثيل داخل المغرب وخارجه.
وقالت سمية أكعبون، إنها لا تظهر على الشاشة المغربية “ببساطة لأن لا أحد يطلبني”، موضحة أن المخرجين وكتاب السيناريو لا يقترحون أدوارا تناسب مسارها الفني، لأن الأعمال يتم إعدادها داخل “دوائر مغلقة” تضم نفس الأسماء والممثلين الذين يشتغلون معا باستمرار في عدة إنتاجات متتالية.
وأوضحت أكعبون، أن غياب شركات إدارة الأعمال الفنية في المغرب يجعل العلاقة بين الممثل والمخرج أو المنتج علاقة مباشرة، دون وساطة مهنية تحفظ حقوق الممثل أو تدافع عنه.
وأضافت أكعبون، أن الوكيل الفني في أوروبا وأمريكا على سبيل المثال هو من يتفاوض عن الممثل، يبحث له عن الأدوار، ويضمن مكانته في السوق، “أما عندنا فالمنتج أو المخرج هو الذي يتصل بك أو يتجاهلك، لأن لا أحد يمثل الفنان أو يضبط المعايير”.
وترى ذات المتحدثة، أن هذا الفراغ يجعل الكثير من الفنانين، خصوصا النساء، خارج دائرة الاهتمام إن لم يكونوا جزءا من “شبكة العلاقات” أو “نفس المجموعة التي تتكرر في معظم الإنتاجات”.
وأكدت أكعبون، أن مسارها الفني لم يُبن على مصادفات، بل على دراسة وممارسة، مشيرة إلى أنها درست ثماني سنوات، واشتغلت على خشبة المسرح قبل دخول التلفزيون والسينما، وترى أن “كل هذه التجارب تعطي قيمة للفنان وتجعله يطالب بمقابل مهني يليق بعمله”، وفق تعبيرها.
وبخصوص الأجور، اعتبرت أكعبون، أن “الكاشي” ليس رقما يقال اعتباطا، بل يحدده عدد سنوات العمل، حجم التجربة، وقيمة الفنان في السوق الفنية، لكن رغم ذلك، فإن أغلب الفنانين، حسب رأيها، “لا يضعون المال في المرتبة الأولى، بل يختارون الاشتغال حبا في الفن قبل أي شيء”.
وأشارت الممثلة المغربية، إلى أنها تفخر بكل فرصة تمنح لها من قبل المنتجين المغاربة، لكنها ما تزال تحصل على عروض أكبر في أوروبا، خاصة من فرنسا وإنجلترا، حيث تستمر في العمل هناك، لافتة إلى أنها شاركت في أعمال مثل مسلسل “دار النساء”، لكن بعد ذلك توقفت الاتصالات، دون أن تعرف السبب الحقيقي.
وعن سؤالها للمخرجين عن سبب غيابها، تؤكد أنها لا تقوم بذلك، لأنها تعتبر أن سماع جواب مثل “ما عندناش دور ليك” يقلل من قيمتها المهنية، وتفضل الصمت على السؤال الذي قد يحمل نوعا من الإحراج أو الانتقاص.
وأشارت الممثلة المغربية المتزوجة بالمخرج والمنتج الأمريكي بيتر رودجر، إلى أن قرار عودتها للاستقرار في المغرب رغم استمرار عملها بالخارج، جاء بسبب عدم رغبتها في أن يبتعد أبناؤها عن جذورهم الثقافية والدينية، لأن الطفل إن لم يكن مرتبطا بهويته وتقاليده، “يظل تائها”، وفق تعبيرها.
وشددت سمية أكعبون، على أنها تفضل أن تكبر عائلتها في فضاء مغربي يحفظ اللغة، الدين، والعادات، خاصة وأن زوجها يساندها في هذا القرار ويؤمن بأهمية أن يتربى أبناؤهما في بيئة عربية مغربية تحترم جذورها الأولى.
وتملك سمية أكعبون مسارا فنيا غنيا، إذ تعرف عليها الجمهور المغربي من خلال مسلسلات مثل “وعدي”، “مقطوع من شجرة”، “رضاة الوالدة” و“حياتي”، لكنها في المقابل، راكمت مسيرة قوية خارج المغرب، منذ انتقالها إلى هوليوود سنة 1987، ومشاركتها في أفلام أمريكية بارزة.
ومن بين أبرز أعمالها الدولية، مشاركتها في فيلم “Green Zone” إلى جانب النجم العالمي مات دامون، إضافة إلى أفلام مثل “Djinn” و“Love Coach”.
المصدر: العمق المغربي
