أكاديمية المملكة المغربية تنصب ستة أعضاء جدد بعد التعيين الملكي
جلسةٌ رسمية لتنصيب أعضاء جدد بأكاديمية المملكة المغربية، استقبلَها مقرها بالرباط، اليوم الأربعاء، بعدما عيّن الملك محمد السادس الأعضاء المقيمين والشرفيين والمراسلين لـ”أعلى هيئة فكرية بالمملكة”.
ونظمت أكاديمية المملكة المغربية الجلسة الثانية لتنصيب أعضائها الجدد، التي شهدت توشيحهم بشارة عضوية الأكاديمية، والتعريف بمسارهم العلمي والمعرفي، ثم تقديمهم “درس التنصيب” في تخصصاتهم.
وطُرحت، اليوم الأربعاء، أفكار وتأملات وخلاصات وتوجيهات للبحث في مواضيع متعددة؛ هي تحولات القيم بين “المقامة” و”الرواية”، والحاجة إلى إعادة تشكيل القيم الاجتماعية في مواجهة “الأزمة” التي تعرفها الأسرة وقيم العالم المعاصر، وتغيرات وثوابت المرأة في علاقتها بالتنمية وإنتاج القيم، والمغرب في عهد الملك محمد السادس وعصر الجيوسياسية، والقيم في علاقتها بدولة الحق والقانون، و”الصحة الواحدة” نهجا متكاملا لحفظ صحة العالم من منظور العلوم الاجتماعية.
بعد التعيين الملكي المعلَن متم السنة الماضية 2023، نُصب اليوم ستة أعضاء بأكاديمية المملكة المغربية، هم الأعضاء المقيمون: عبد الفتاح كيليطو، وإدريس الكراوي، وآسية بنصالح العلوي، وناجية حجاج الحسوني، والعضوان المشاركان آليون صال وإليزابيث كيكو.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال محمد الأشعري، العضو المقيم بأكاديمية المملكة المغربية، الذي سيّر جلسة التنصيب: “هذه جلسة رسمية لتنصيب بعض الأعضاء الجدد، وهي الجلسة الثانية في إطار مسطرة التنصيب”.
وتابع: “هذه المسطرة تقتضي تقديم العضو الجديد من طرف أحد زملائه، وتقديم درس تنصيبي حول موضوع من اختيار العضو الجديد. وقد استمعنا إلى تقديم الأعضاء الجدد من جهة، واستمعنا إلى عروضهم التنصيبية التي شملت عروضا مختلفة كانت في غاية الأهمية”.
وعبّر الأكاديمي وعلَم “النقد الممتع” عبد الفتاح كيليطو، لهسبريس، عن “سعادته الكبيرة واعتزازه” بتنصيبه عضوا لأكاديمية المملكة المغربية، ملاحظا “تضامنا بين الأعضاء، ومشاركة في وجهات نظر مختلفة، وهذا من أهم الأشياء في هذه الأكاديمية”.
من جهته، ذكر أليون صال، المتخصص في العلوم الاجتماعية وقضايا التنمية الذي شغل مناصب أممية عديدة وكان مستشارا لمجموعة من الرؤساء بالقارة الإفريقية، لهسبريس، أنه “شَرُف بتعيينه عضوا مراسلا بأكاديمية المملكة المغربية، بقرار من جلالة الملك”.
وتابع: “هذه الأكاديمية رفيعةٌ عالميا (…) وتتيح لي لقاء العديد من المفكرين والفاعلين في التنمية، وهذا ما يثير بهجتي”.
نجية حجاج الحسوني، عميدة كلية الطب بالجامعة الدولية بالرباط، صرحت للجريدة الإلكترونية قائلة: “شرف كبير لي تعييني من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في هذه المؤسسة المرموقة”.
وزادت: “مهمتنا الحديث عن بعض المواضيع؛ فمثلا عرضي عن مفهوم جديد مهم جدا هو الصحة الواحدة، أي أن للصحة أطرافا عديدة، وصحة الإنسان مرتبطة بصحة الحيوان والبيئة. للسلوك البشري دور مهم في الإشكاليات التي نراها في السنوات الأخيرة عالميا، من تغيرات سلبية يعرفها المناخ، وتظهر لنا العلوم الإنسانية كيف أن للسلوكات البشرية دورا مهما في أدواء مثل الوباء الذي عرفناه قبل سنوات قليلة”.
إليزابيث كيكو، السياسية والوزيرة الفرنسية التي ولدت بمراكش، تحدثت، بدورها، لهسبريس عن “شرف وبهجة أن تكون من العضوات الجدد لأكاديمية المملكة المغربية، وأن تتسلم ميداليتها التي ترمز لدخولها هذه المؤسسة الرفيعة”.
وواصلت: “اليوم، بالأكاديمية نتابع نقاشا عن القيم، وارتباطنا بها، ووجود قيم كونية من عدمه؛ وهي أسئلة بدأت مناقشتها منذ مدة أكاديمية المملكة المغربية. بطبيعة الحال، نربط هذا بالنقاش الكبير الذي أطلق بمبادرة من الملك محمد السادس حول إصلاح الأسرة، وسنقدم إسهاماتنا المتواضعة حول هذا النقاش المجتمعي، وهذا السؤال المحدد والمهم لإصلاح المدونة، بعد عشرين سنة من مدونة الأسرة التي طبعت المجتمع المغربي”.
الأكاديمي والخبير إدريس الكراوي وصف لهسبريس تنصيبه بـ”الشريف والتكليف والتكريم” لمساره، مضيفا: “هذه المؤسسة الأكاديمية العتيدة والمرموقة منبر الفكر والمعرفة والعلم ببلادنا، وأنا فخور بثقة جلالة الملك في تعييني داخل هذه المؤسسة، التي تشكل فضاء علميا ومعرفيا في صلب الركائز والدعائم التي تعتمد عليها بلادنا، وستعتمد عليها غدا أكثر من أي وقت مضى، في انتظار تفعيل النموذج التنموي الجديد، الذي جعل من الرأسمال اللامادي وخاصة من المعرفة والتكوين والابتكار الرافعة الأساسية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية”.
المصدر: هسبريس