أكاديمية المملكة المغربية تكرم الكاتب والسينمائي السنغالي سمبين عصمان
عرفانا وتقديرا لما أسداه للثقافة الإفريقية، لا سيما في مجال الأدب والفن السابع، كرّمت أكاديمية المملكة المغربية الكاتبَ والسينمائي السنغالي الراحل سمبين عصمان، وذلك على هامش الندوة الدولية التي تنظمها الأكاديمية في إطار أنشطة كرسي الآداب والفنون الإفريقية حول موضوع: “الثقافة الشفوية: سجلّ متميز للتخاطب في إفريقيا أم حاجز لها؟”.
وتم تكريم عصمان بمناسبة تخليد الذكرى المئوية لولادته، إذ ازداد في فاتح يناير عام 1923، في بلدة زيغينشور بالسنغال، وتوفي بتاريخ 9 يونيو عام 2007 بالعاصمة السنغالية داكار، حيث سُلم درْع تكريمه إلى ابنته حاجة ميمونة نيانغ.
ويُعد عصمان سمبين من الوجود الثقافية البارزة في القارة الإفريقية، فعلاوة على كونه كاتبا ذا رصيد أدبي حافل، فقد راكم أيضا رصيدا معتبرا في مجال الفن السابع، كمخرج أفلام وسيناريست ومنتج.
وارتأت أكاديمية المملكة أن تحمل الندوة الدولية التي خصصتها للموروث الشفهي الإفريقي اسم سمبين عصمان، باعتباره شخصية بارزة في الأدب والسينما الإفريقية، إذ وصفه أمين السر الدائم للأكاديمية، عبد الجليل الحجمري، بـ”الكاتب والمخرج الهائل”.
وأشار الحجمري إلى أن اختيار تكريم الكاتب والسينمائي سمبين عصمان جاء تقديرا لعمله ولمُنجزه المهم، سواء في مجال الكتابة أو الصورة، لافتا إلى أن الراحل كان عرابا لما يسميه الأفارقة اليوم “أفريكانا”، كنمط لتأكيد الوجود الإفريقي، سواء داخل القارة أو في المهجر حيث يتواجد أبناء القارة.
وبالرغم من رحيل عصمان عن الدنيا قبل ستة عشر عاما، فإن ابنته حاجة ميمونة أبْقت عطاءه حيا، حيث لم تتوقف، ولم تدّخر جهدا، في زرع ونقل دروسه.
من جهته، قال الكاتب جين إيبودي، منسق كرسي الآداب والفنون الإفريقية بأكاديمية المملكة المغربية، إن سمبين عصمان هو في الآن من أعمدة التراث الإفريقي، ورجل ذاكرة، لكونه صنع مجده في مجال الأدب والفن، رغم أنه عاش في ظروف غير مواتية، حيث غادر الدراسة منذ الصغر، لكن ذلك لم يحُل بينه وبين طموحه أن يصير كاتبا وسينمائيا معروفا، حيث ألّف مجموعة من الكتب التي لاقت صيتا واسعا، وأخرج أفلاما سينمائية.
وأشار إيبودي، في تصريح لهسبريس، إلى أن عصمان أخرج أفلاما تسلط الضوء على الحقائق التاريخية، مثل الفيلم الذي يحكي فيه عن المأساة الإنسانية التي جرت في منطقة “ثياروي”، ضواحي العاصمة السنغالية داكار، إبان الحرب العالمية الثانية، حيث ذهب سنغاليون للمطالبة بحقوقهم، فجُوبهوا بالرصاص واقترفت في حقهم جريمة إبادة.
وتابع المتحدث ذاته بأن سمبين عصمان، وفاء منه لذكرى الضحايا، خلّد هذه المذبحة عن طريق الكتابة والسينما.
المصدر: هسبريس