اخبار المغرب

أكادير تجذب أعدادا مهمة من السياح.. والفضل يعود إلى “البرنامج الملكي”

تمكنت مدينة أكادير خلال موسم الاصطياف لهذه السنة من التموقع ضمن أبرز المراكز السياحية التي جذبت عددا مهما من السياح، سواء المغاربة أو الأجانب، إذ شهدت خلال هذه الفترة دينامية ملحوظة أكدها كذلك مهنيو السياحة بعاصمة جهة سوسماسة، مما ساهم في إحداث دينامية أخرى على مستوى المناطق المحيطة بها، خصوصا الساحلية.

ولعل أبرز مظاهر هذه الدينامية التي استطاعت مدينة الانبعاث تحقيقها، حجم الرواج والحركية التي ميزت المدينة ولا تزال تميزها إلى حدود الساعة، حيث تظهر صور ومقاطع فيديو رواجا على مستوى المناطق السياحية وكذا داخل المدينة التي استفادت من البرنامج الملكي للتهيئة الحضرية منذ سنة 2020.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من “المجلس الجهوي للسياحة” بجهة سوسماسة، فقد عرف شهر يوليوز الماضي توافد 130 ألف شخص على مدينة أكادير، بزيادة قدرت بقرابة 2 في المائة مقارنة بالأرقام المسجلة في الشهر ذاته من سنة 2023، فيما بلغ عدد ليالي المبيت أكثر من 576 ألف ليلة، بزيادة بأكثر من 5 في المائة مقارنة بأرقام يوليوز من السنة الماضية.

واستحوذت الفنادق من فئة “أربع” و”خمس” نجوم على حصة الأسد من ليالي المبيت المسجلة في شهر يوليوز الماضي، بأكثر من 126 و161 ألف ليلة مبيت على التوالي، في حين سجلت الفنادق من فئة ثلاث نجوم ونجمتين على التوالي 23 و25 ألفا.

وبلغ عدد السياح الداخليين الوافدين على مدينة أكادير أكثر من 57 ألف شخص، بانخفاض بأكثر من 18 في المائة مقارنة بالأرقام المسجلة في يوليوز من سنة 2023، بينما تعدى عدد ليالي المبيت المسجلة من لدنهم 177 ألف ليلة.

واحتل السياح البريطانيون صدارة الوافدين على أكادير من الخارج خلال يوليوز الماضي، بأكثر من 22 ألف وافد، متبوعين بالسياح الفرنسيين بواقع 18 ألفا، ثم الألمان والبولنديين بأكثر من 4 آلاف وافد لكل منهما.

المعطيات التي حصلت عليها هسبريس بيّنت كذلك أن عدد الوافدين على عاصمة سوسماسة خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2024، بلغ 760 ألفا و660 وافدا، بارتفاع يقدر بـ12,8 في المائة مقارنة بسنة 2023 وحوالي 16,26 في المائة مقارنة بسنة 2019.

أما عدد ليالي المبيت ما بين يناير ويوليوز الماضييْن فوصل إلى 3 ملايين و221 ألفا و401 ليلة مبيت، مقارنة بحوالي مليونيْن و759 ألفا و913 ليلة مبيت خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.

عوامل موضوعية

تفاعلا مع الموضوع، قال عبد الله بولغماير، إنه “من الواضح جدا أن مدينة أكادير تسير في اتجاه أن تجعل نفسها من بين أهم المراكز السياحية الوطنية التي تجذب السياح، سواء الأجانب أو المغاربة، وقد ساهم في هذا بشكل كبير البرنامج الملكي للتهيئة الحضرية 2020/2024 الذي باستطاعته إعادة الانبعاث إلى المدينة”.

وأوضح بولغماير، في تصريح لهسبريس، أن “منسوب الوافدين الملحوظ على المدينة استدعى جهودا مهمة من قبل مختلف الفاعلين، وذلك بهدف توفير كل ما يتطلبه استقبال السائح، سواء تعلق الأمر بنظافة الشواطئ أو تنظيم حركة السير والجولان أو عمليات المراقبة الأمنية”، كاشفا أنه “على الرغم من استقرار عدد الوافدين في شهر يوليوز كما هو الحال في كل ربوع المملكة، إلا أن الوتيرة سرعان ما ارتفعت خلال شهر غشت الحالي”، وقال: “نحن كمجلس منتخب سنواصل الحفاظ على هذه الجاهزية خلال شهر شتنبر المقبل كذلك”.

وذكر المتحدث أن “الدينامية الإيجابية التي تعرفها المدينة خلال الصيف الحالي ساهمت في خلق دينامية أخرى على مستوى المناطق المحيطة بعاصمة الجهة كذلك، خصوصا على مستوى الشريط الساحلي الذي يميز عمالة أكادير إداوتنان”، معتبرا أن “المهم في هذا الصدد كله، هو أن هناك استثمارات من طرف خواص ساهمت في تنويع العرض السياحي للمدينة وجعلها في متناول السياح، ويرتقب أن تعرف المدينة استثمارات أخرى في الصناعة السياحية مستقبلا”.

دينامية ملحوظة

يوسف حماني، رئيس الجمعية الجهوية لأرباب النقل السياحي، أوضح من جهته أن “السبب الذي كان وراء هذه الدينامية التي تعيشها مدينة أكادير في ما يتعلق بالسياحة، يعود أساسا إلى التوافد الأجنبي المهم، خصوصا بعد فتح أجواء أكادير أمام الطائرات الأجنبية التي تأتي من أسواق عالمية للسياح”، مشيرا إلى أن “قطاع السياحة بأكادير بدأ يستعيد عافيته بعد جائحة كورونا في انتظار الوصول إلى مرحلة التعافي الكلية”.

حماني قال لهسبريس إنه “لا يمكن التغاضي عن التأثيرات الإيجابية كذلك لبرنامج التهيئة الحضرية الملكي، الذي رفع من منسوب جودة المرافق التي تتوفر عليها المدينة وتُقدَّم للوافدين إليها كخدمات للاستجمام؛ فاليوم نحن أمام مرحلة جديدة من السياحية، حيث لم تعد سنة 2019 سنة مرجعية بشكل كليّ، إذ صرنا أمام متغيرات جديدة في عالم الصناعة السياحية، بما فيها العروض السياحية”، مشيرا إلى أن “انتهاء الورش التي تعرفها مدينة أكادير سيكون كفيلا بتمكين المدينة من جعل نفسها رقما رئيسيا في الصناعة السياحية، خصوصا إذا ما انتهت الإصلاحات ببعض الفنادق”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *