أقاليم الصحراء لا تعرف طوابير الأغذية
رد السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، على “مغالطات” نظيره الجزائري خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أخذ لوحده ضمن الدول الحاضرة حق الرد على الخطاب المغربي، في تجسيد جديد على “الدور الرئيسي الذي تلعبه الجارة الشرقية في ملف الصحراء المغربية”.
وحاول ممثل الجزائر إعطاء “صورة بريئة” لخطاب الرئيس عبد المجيد تبون الذي هاجم فيه، كما هو معتاد، الوحدة الترابية للمملكة؛ لكن رد عمر هلال كان صارما، إذ قال: “لا يمكن أن تذرفوا دموع التماسيح وتعبروا عن تضامنكم معنا، وفي الوقت نفسه تهاجمون المغاربة وتهينون الموتى (ضحايا الزلزال)”.
واستغرب هلال من تشديد ممثل الجزائر على اعتبار بلاده حيادية في ملف الصحراء المغربية، متسائلا في الوقت عينه: “هل اتخاذ ممثلها لحق الرد على الخطاب المغربي لوحده ضمن قائمة الدول الحاضرة يعني حقا أن هذا البلد حيادي في ملف الصحراء؟”.
وواصل سفير المملكة إفحام نظيره الجزائري، إذ كشف أن “الجزائر تدعي أنها تدافع عن القرارات الأممية من خلال الدعوة إلى الاستفتاء ونست أن المجتمع الدولي منذ أزيد من عشرين سنة لم يعد يدعو إلى هذا المبدأ المتجاوز”.
ووصف الدبلوماسي المغربي الجزائر بـ”المحامي الذي يدعي الدفاع عن القانون، ويغتصبه في الوقت نفسه”، مشيرا إلى أنه “إذا كانت الجزائر تدعي حقا الدفاع القانون الدولي، فيجب عليها أن تطبق ذلك على الشعب الذي جاء قبل الدولة الجزائرية وهو القبائل”.
“جميع الحاضرين في هاته القاعة يطالبون بمعرفة سبب قيام الجزائر بالهجوم على الوحدة الترابية للمملكة بشكل مستمر إذا لم تكن هي طرف رئيسي في النزاع كما تدعي”، قال هلال.
وأورد ممثل المغرب الدائم بالأمم المتحدة أن “الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي طالب الأمين العام للأمم المتحدة بتغيير قراره حول الصحراء المغربية، رغم أنه لا يمس بشكل مباشر هذا البلد”، مشيرا إلى أن “الجارة الشرقية هي السبب في جل المآسي بالمنطقة”.
وتساءل هلال مجددا: “لماذا ترفض الجزائر الجلوس في طاولة المفاوضات، وهي من الأمور الذي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة في قرارته الأخيرة؟”، مذكرا ممثل الجزائر بدور الأخيرة في تأجيج الصراع سنة 2002 عندما دعت في القاعة نفسها إلى تقسيم الصحراء المغربية.
وشدد المتحدث عينه على أن “استمرار نزاع الصحراء طوال هذا الوقت سببه الجزائر، والتي تواصل رغم كل ما تفعله في تقديم نفسها كطرف غير رئيسي وبأنها محايدة، وترمي الكرة إلى الأمم المتحدة التي بدورها تدعو الجزائر إلى طاولة المفاوضات”.
وانتقد هلال “تقديم الجزائر لتضامنها مع ضحايا زلزال الحوز، في وقت تواصل فيه الهجوم على الوحدة الترابية للمملكة وتسليح ودعم جبهة إرهابية تحاول تهديد بلدنا”.
ودعا الدبلوماسي المغربي ذاته “الجزائر إلى احترام المغاربة بشكل أجمع، والتوقف عن زعزعة الوضع الإقليمي الذي يبقى فيه المغرب البلد الآمن الوحيد بالمنطقة، والذي تشهد مدن أقاليمه الجنوبية تنمية تفوق مدن الجزائر التي تعرف طوابير من أجل تسلم الحليب والموز والدقيق”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “الجزائر التي تصرف المليارات من أجل دعم جبهة مسلحة لا ترى ما تشير إليه التقارير الدولية الأخيرة حول تدهور وضعها الداخلي”، مؤكدا في الوقت عينه أن “المغرب في صحرائه إلى الأبد”.
المصدر: هسبريس