حل المخرج المصري مراد مصطفى ضيفا على الدورة الحالية من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عائدا إلى المدينة الحمراء بفيلمه الطويل “عائشة لا تستطيع الطيران”، الذي يشارك هذا العام في المسابقة الرسمية بعد أن كان مشروعا قيد التطوير في ورشات أطلس خلال الدورة الماضية.

بين نسخة ونسخة، تبدو رحلة الفيلم امتدادا لمسار فني يبحث عن صوت مختلف داخل السينما المصرية الجديدة، التي بدأت تفرض حضورها في مهرجانات عالمية وإقليمية خلال السنوات الأخيرة.

وقد استقطب عرض الفيلم اهتماما كبيرا من رواد المهرجان الذين يجمعهم الشغف السينمائي.

في الحوار التالي مع هسبريس، يتحدث مراد مصطفى عن انطباعاته حول المشاركة في هذا المحفل السينمائي البارز، وعن تفاعل الجمهور مع الفيلم، ورؤيته للتحولات التي تعيشها السينما المصرية اليوم، كما يتطرق لموقفه من تقديم أفلام السير الذاتية، وما يعتبره رسالته الأساسية كمخرج شاب يسعى إلى تقديم سينما تعبر عن واقعه وهواجسه.

وهذا نص الحوار:

كيف كانت الأجواء خلال عرض فيلمك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش؟ وماذا تمثل لك المشاركة في مهرجان بهذا الحجم؟

أنا سعيد وفخور جدا بوجود مهرجان بهذه القيمة والأهمية في الوطن العربي. السنة الماضية كنت حاضرا بالفيلم نفسه، لكنه كان وقتها مشروعا في ورشات أطلس خلال مرحلة ما بعد الإنتاج، وشعرت بأن مراكش هي المكان المناسب ليكون فيها العرض العربي الأول للفيلم.

بعد عرض الفيلم، كيف تلقيت ردود فعل الجمهور داخل القاعة؟

بصراحة، فوجئت كثيرا عندما دخلت القاعة بحجم الحضور؛ الجمهور كان غفيرا جدا. وبعد انتهاء العرض، شارك الناس آراءهم بصدق وعفوية، وكانت ردود الفعل قوية للغاية، فاستمتعت كثيرا بعرض شريطي وشعرت بأنه كان مؤثرا.

هل تعتقد أن الفيلم يعكس الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الوطن العربي اليوم؟

الفيلم يتناول المجتمع المصري الحديث بشكله الحالي، هناك مجتمع أصيل من السكان المصريين، إلى جانب مجتمع آخر يتنامى من المهاجرين الأفارقة الذين نزحوا من بلدان تعاني الحروب أو التوترات السياسية والاجتماعية، والصراع في الفيلم ليس صراعا عنصريا أو مرتبطا باللون، بل هو صراع حول النفوذ والسيطرة، وأرى أن هذا الوضع يشبه مجتمعات أخرى، سواء في المغرب أو تونس أو غيرهما، في ظل الانقسام الحالي.

كيف تنظر إلى تطور السينما المصرية اليوم وسط تحولات صناعة المشهد السينمائي العالمي؟

أرى أن هناك موجة جديدة من السينما المصرية أثبتت حضورها بقوة خلال السنوات الأخيرة، وأنا فخور بأن أكون ولو جزءا صغيرا منها.

وقد شاهدنا ضمن البرمجة عرضا لفيلم مصري مهم جدا، هو فيلم “الست”، وأنا فخور بالحضور القوي للسينما المصرية في مراكش هذا العام، فهذا الفيلم ملحمي ومؤثر، ولا أرى أن لدينا الكثير من أفلام السير الذاتية بهذا المستوى في السينما المصرية.

لو طلب منك تقديم فيلم سيرة ذاتية لشخصية عربية، هل ستوافق على خوض هذه التجربة؟ ومن تختار؟

الأمر صعب جدا، فاختيار شخصية تاريخية والعمل على تقديمها سينمائيا قرار معقد، خصوصا إذا كانت شخصية معاصرة؛ لأن الجمهور عادة يملك خلفيات كثيرة عنها، مما يجعل إيصال مشاعرها وتجربتها إليهم أمرا ليس سهلا.

لكن لدينا الكثير من الشخصيات التي يمكن صنع أفلام عنها، وليس عملا واحدا فقط.

أم كلثوممثلاقدمت أكثر من مرة، سواء في فيلم أو مسلسل، وهناك شخصيات كثيرة أخرى. أما أنا شخصيا، فقد أحب أن أقدم عملا عن نجيب محفوظ مثلا.

كمخرج شاب، ما الرسالة التي تسعى إلى إيصالها سينمائيا؟

أنا مؤمن بأن السينما ليست مكانا للرسائل المباشرة، لكنها مساحة للتعبير عن وجهة النظر ونقل الرأي حول موضوع معين، وأتمنى أن تكون هناك حرية كاملة لصناع الأفلام لطرح المواضيع التي تخصهم بالطريقة التي يختارونها ومن زاويتهم الخاصة.

كلمة أخيرة

سعيد جدا بوجودي في مراكش للسنة الثانية على التوالي، وفخور وممتن للمشاركة في هذا المهرجان، وشكرا للجمهور المغربي.

المصدر: هسبريس

شاركها.