أطفال مخيمات سوريا قنبلة موقوتة.. وجنرال أمريكي يتوقع “دواعش جددا”

في زيارة قام بها قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأسبوع الماضي، إلى شمال شرق سوريا للقاء القوات الأمريكية وزيارة المواقع التي تعتبر مهمة لضمان الهزيمة الدائمة لـ”داعش”، قسم الجنرال الأمريكي تنظيم “داعش” في سوريا إلى ثلاث فئات: “داعش الطليق”، و”داعش رهن الاحتجاز” و”الجيل القادم المحتمل”.

وتحدث بيان للقيادة المركزية الأمريكية، توصلت به هسبريس، عن وجود أكثر من 10000 من مقاتلي “داعش” في مرافق الاحتجاز في سوريا، كما أشار إلى وجود جيل قادم محتمل من “داعش” يتشكل من عشرات الآلاف من الأطفال المقيمين في مخيمات النازحين في جميع أنحاء شمال شرق البلاد؛ ثم “داعش الطليق”، أي المقاتلون في سوريا الذين يتم استهدافهم.

وجود عدد كبير من الأطفال الذين يستحقون أن ينعموا بحياة الطفولة، والمستقبل الذي يمكن تحقيقه بإعادتهم ودمجهم ضمن أوطانهم، يعيد إلى الواجهة ضرورة إعادة العالقين في سجون ومخيمات سوريا والعراق.

محمد الطيار، باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، قال إن زيارة رئيس الأركان الأمريكي إلى المنطقة لا تتعلق فقط بـ”داعش”؛ وإنما “تأتي في سياق مخاطر أخرى محدقة بالتواجد الأمريكي بالمنطقة وبحليف الولايات المتحدة ‘قوات سوريا الديمقراطية’؛ بالإضافة إلى التهديدات الإيرانية من جهة أخرى، والتهديد التركي باجتياح المنطقة”.

وأوضح الباحث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذه المنطقة تضم مخيما يعد الأخطر في العالم يدعى “مخيم الهول”، يضم حوالي 60 جنسية من العالم، وحوالي 22 ألف طفل “يعيشون أوضاعا مزرية من جوع وبرد وظروف صحية خطيرة، وإهمال في ظل انتشار حالات الاغتصاب والقتل الممنهج”.

ونبه المتحدث ذاته إلى أن “المخيم يعد مشتلا لإنتاج دواعش المستقبل”، مضيفا أنه “رغم قيام العديد من الدول كإسبانيا وفرنسا وكندا بجلب بعض مواطنيها، فيما قام العراق بترحيل أكثر من 100 عائلة نحو مخيم آخر أقامه لها، تتقاعس عدد من الدول تحت دواع أمنية وقانونية إلى حدود الآن عن استرجاع هؤلاء الأطفال والنساء”.

ومن جهة أخرى أفاد الطيار بأن “مخيم الهول المتواجد في الشمال الشرقي لسوريا لا يخضع لسيطرة الحكومة السورية، وإنما لتنظيم يتشكل في أغلبه من الأكراد الموالين للقوات الأمريكية”، وزاد موضحا: “رغم عدم وجود مخاطب رسمي إلا أن ذلك لم يمنع بعض الدول كإسبانيا وفرنسا، بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، من استرجاع عدد من الأطفال والنساء، ويمكن للمغرب كذلك أن يسلك المسار نفسه لإعادة أبنائه”.