قام أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة، مرفوقا بمحمد حميم، عامل إقليم طرفاية، بزيارة تفقدية لعدد من المؤسسات الصحية بجهة العيون الساقية الحمراء، في إطار برنامج الزيارات الميدانية التي دأبت الوزارة على تنظيمها لمتابعة سير المشاريع الاستشفائية القائمة والجارية.
وشملت هذه الزيارة، التي حضرها الكاتب العام لولاية الجهة والمدير الجهوي للصحة ومسؤولين بالمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للتجهيزات العامة بالعيون ـ الداخلة، مشروع بناء المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون وكذا ورش توسعة وتأهيل المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بالمهدي، بالإضافة إلى مشروع تشييد المركز الصحي الحضري “التعاون” بالمدينة والمستشفى الإقليمي بطرفاية.
وخلال هذه الجولة الميدانية، وقف وزير الصحة والحماية الاجتماعية على سير أشغال المستشفى الجامعي بالعيون، الذي بلغت نسبة إنجازه مراحل متقدمة، وسط انطلاق عملية تجهيز مختلف مرافقه بأحدث المعدات الطبية.
ويُعد هذا المشروع، الأول من نوعه على مستوى الأقاليم الجنوبية، ورشا صحيا مهيكلا يمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ180 ألف متر مربع، منها 95 ألف متر مربع مغطاة، بطاقة استيعابية تصل إلى 500 سرير، موجهة لخدمة أزيد من 451 ألف نسمة.
كما شكلت الزيارة فرصة للوقوف على مستوى تقدم أشغال توسعة وتأهيل المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بالمهدي بالعيون، الذي يروم تعزيز طاقته الاستيعابية بما يقارب 70 سريرا إضافيا، إلى جانب الاطلاع على مشروع بناء المركز الصحي الحضري “التعاون” باعتباره لبنة أساسية لتقريب الخدمات الطبية من الساكنة، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية.
وانتقل الوزير بعد ذلك إلى إقليم طرفاية، حيث قام بزيارة ورش بناء المستشفى الإقليمي الجديد، الذي يتم إنجازه على مساحة إجمالية تقارب 90 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تبلغ 70 سريرا، في أفق أن يشكل قيمة مضافة لتطوير العرض الصحي المحلي وتحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات العلاجية.
وتأتي هذه الزيارة، وفق ما أكده بلاغ الوزارة، في سياق الحرص على الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتعزيز البنية التحتية الاستشفائية العمومية، بما يستجيب لتطلعات المواطنات والمواطنين نحو خدمات علاجية متطورة وعادلة وذات جودة عالية. كما تندرج في إطار التزام الوزارة الوصية باستكمال الأوراش الصحية الجارية في آجالها المحددة، وتدارس السبل الكفيلة بتجاوز الإكراهات التقنية المطروحة على أرض الواقع.
ويُرتقب أن يشكل المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون صرحا طبيا متكاملا يوفر خدمات علاجية متقدمة وفق أحدث المعايير الدولية، ويعزز العرض الصحي بالأقاليم الجنوبية، من خلال تقليص آجال الانتظار وتحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات الصحية المتخصصة.
وفي هذا الصدد، أفاد مصدر مأذون بأن نسبة الأشغال بالمستشفى الجامعي بالعيون بلغت، إلى حدود اليوم، حوالي 85 في المائة، مضيفا أن “وزارة الصحة والحماية الاجتماعية شرعت فعليا في تجهيز مختلف المرافق بالمعدات الطبية الحديثة”.
وأوضح المصدر ذاته، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الطواقم التقنية تواصل العمل بوتيرة مكثفة على مدار الساعة، من أجل استكمال ما تبقى من الأشغال والتجهيزات قبل موعد الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة”.
ويعد هذا المركز الصحي من أكبر الأوراش المهيكلة بالأقاليم الجنوبية، إذ يمتد على مساحة 18 هكتارا، منها 95 ألف متر مربع مغطاة، بطاقة استيعابية تصل إلى 500 سرير؛ ما سيجعل منه صرحا طبيا متكاملا يوفر خدمات علاجية متقدمة وفق أحدث المعايير الدولية. كما سيشكل فضاء لتكوين الأطر الطبية والتمريضية؛ الأمر الذي يعزز من قدرات الجهة في مجال التكوين والبحث العلمي الطبي.
ويعتبر هذا المشروع جزءا من المبادرات الملكية التي أطلقها الملك محمد السادس خلال زيارته إلى العيون سنة 2015، في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، بهدف تحسين الخدمات الصحية في المنطقة وتعزيز قدرات الاستقبال وتقديم الرعاية الطبية المتخصصة لسكان الأقاليم الجنوبية؛ وهو ما سيساهم في تقليص الفوارق المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية.
كما تسعى المملكة، من خلال تسريع أشغال المستشفى الجامعي بالصحراء المغربية، إلى أن يمثل منصة طبية إقليمية تهدف إلى تقديم الرعاية الطبية المتخصصة ليس فقط للمواطنين المغاربة؛ بل أيضا للمرضى القادمين من الدول الإفريقية المجاورة، ما يعزز من مكانة المغرب كوجهة صحية إقليمية.
حري بالذكر أن افتتاح المنشأة الطبية في عيد المسيرة الخضراء سيساهم في تعزيز علاقات التعاون الطبي والتنموي بين المغرب ودول القارة الإفريقية، انسجاما مع السياسة الخارجية التي يقودها الملك محمد السادس، وتركز على الشراكة والتضامن مع الدول الإفريقية.
المصدر: هسبريس