أشتغل بحب للتعبير عن نفسي .. والملك وراء “المصالحة مع الماضي”
الأربعاء 29 نونبر 2023 07:00
بعد جولة عالمية في تظاهرات ومحافل كبرى، حطت المخرجة المغربية الشابة أسماء المدير رحالها بالمغرب لتقديم شريطها السينمائي الوثائقي “كذب أبيض” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العشرين.
تغوص أسماء المدير على مدار 93 دقيقة من فيلمها الوثائقي في عوالم طفولتها بمنزل والديها وذكرياتها، حيث تحكي عن رحلة عودتها إلى بيتها بمدينة الدار البيضاء لمساعدة والديها على الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة أطفال يبتسمون في ساحة مدرسة وعلى حافة إطار الصورة تشدها فتاة صغيرة تجلس على مقعد تنظر إلى الكاميرا بخجل، فتستخدم المخرجة المغربية كاميرتها وتنتقل من هذه الصورة لتسلط الضوء على جراح مرتبطة بـ”انتفاضة الخبز” سنة 1981 وبسنوات الرصاص التي بصمت فترة مهمة من تاريخ المغرب.
وقالت أسماء المدير، في تصريح لهسبريس، إنها تشعر بإحساس عظيم جدا لا تستطيع وصفه؛ فرغم عرض فيلمها في العالم، إلا أنها كانت تنتظر منذ سنين لحظة عرضه ببلادها وتترقب تفاعل المغاربة معه وتتساءل إن كانوا سيتقبلونها ويفهمون ما تريد إيصاله ويلمسهم الحب الذي زرعته في هذا العمل، مشددة على أنها مغربية تحب وطنها، وتؤمن بأنها تنتمي لجيل متصالح مع نفسه ومع ذاته وماضيه، لديه حرية التعبير وديمقراطية كبيرة يمكن التعبير عنها بأفلام وبالفن، وهذا ما حصل مع فيلمها.
وعبرت المتحدثة ذاتها عن شكرها إلى كل الناس الذين تركوا للمغاربة هامشا من الحرية، وعلى رأسهم الملك محمد السادس الذي خلق المصالحة مع الماضي، قائلة إن “كل هذه الأشياء موجودة في الفيلم، وكمية الحب وصلت إلى قلوب المغاربة وأحسوا بها وتفاعلوا معها بشكل كبير”.
وأشارت المدير إلى أنها شاركت بفيلمها في 35 مهرجانا وتوجت بـ17 جائزة، لكن العرض في مهرجان مراكش شكل لها إحساسا فريدا، وأن جسدها “كان يسمع كل كلمة تنطق في القاعة وكل التفاعل”، موردة: “أشكر الله الذي جعلني أعيش هذا بعد عشر سنوات من التحضير لهذا المشروع الذي كبرت معه وكنت أنتظر هذه اللحظة لأن أعرضه في مهرجان وطني عالمي في المغرب وأقدمه أمام الجمهور المغربي”.
وعن تصريحها بأن الحضور في المهرجانات السينمائية العالمية معادلة صعبة، قالت أسماء إن “هذا الأمر بالفعل صعب، مثل ما قال ناس الغيوان: [لي قال العصيدة باردة يدير يدو فيها]”، موضحة أنه “ليس من السهل بتاتا ذلك، خاصة أنني أسرد قصتي دون وجود أي ممثل مشهور، وهنا تكمن المعادلة الصعبة، لكن تتحقق مع الاشتغال من القلب ووضع كل المشاعر والجهد من أجل شغف الإخراج، والتعبير عما بداخلي عن طريق السينما”.
وكشفت المدير، في تصريحها لهسبريس، أنها فكرت في إنجاز فيلم ليس للمشاركة في المهرجانات وإنما لسرد حكاية جاءت من داخلها ووصلت إلى قلوب الناس الذين لمست الفرحة في أعينهم في الوقت الذي بات فيه نادرا رؤية المغاربة في هذه الأجواء، لذلك تأثرت وكان إحساسها جميلا جدا.
المصدر: هسبريس