اخبار المغرب

“أسمدة على المقاس” .. مكتب الفوسفاط يحسن مردودية فلاحي المغرب وإفريقيا

باعتبارها الفاعل المسؤول والشريك التاريخي للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، ما فتئت “مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط” OCP تجدد التزامها من أجل تحقيق مستقبل مستدام للفلاحة في إفريقيا وجميع أنحاء العالم.

وفق ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن مجموعة OCP تواكب الجهود عبر فضاء مؤسساتي وميداني للعرض ضمن القطب المؤسساتي بالملتقى الدولي للفلاحة الذي تحتضنه مدينة مكناس إلى غاية نهاية هذا الأسبوع، مؤكدة ريادتها في هذا المجال، لاسيما من حيث “إنتاج أسمدة “على المقاس” للمساهمة في تحسين المردودية وتخفيض التكاليف بالنسبة للفلاحين المغاربة”.

وفق معطيات حصلت عليها هسبريس من مسؤولي المكتب الحاضرين بملتقى الـSIAM”، فإن “مقاربة مكتب الفوسفاط ترتكز على تشخيص الحلول والمنتجات”، مؤكدين أن “مواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغيرات المناخية تجعل الفلاح في صلب رؤية المجموعة الفوسفاطية بفضل تفهم احتياجاته وتوفير المنتجات والخدمات الملائمة لتنمية المناطق والأسواق”.

كما لا يُغفل المكتب البحث العلمي والابتكار باعتباره “حجَر الأساس” لهذا الطموح من أجل مواجهة التحديات والاستجابة لاحتياجات القارة. وفي هذا الصدد، تعمل المجموعة الرائدة قاريا على “تطوير الحلول التكنولوجية، المالية والاجتماعية، المستدامة والمشخصة التي تدمجها مع مبادرات القرب من أجل تحقيق تأثير ملموس على المنظومة الفلاحية”، بشكل مكن مجموعة OCP من لعب دور مركزي في دعم الفلاحة التي تشكل قاطرة للتنمية في المغرب وإفريقيا بشكل عام، مع تأثير مستدام على النمو والتشغيل والمجتمعات.

مواكبة وتتبع الفلاح

المتقي أحمد، مهندس فلاحي عن برنامج “المثمر”، الذي أطلقته مجموعة OCP منذ عام 2018، أكد، في تصريح لـ هسبريس، أن مشاركة المكتب في فعاليات السيام ككل سنة تأتي “في إطار مواكبة الفلاحين والفلاحات في جميع ربوع المملكة، عبر آلية المثمر التابعة لجامعة محمد السادس التقنية التي تقدم مجموعة خدمات وبرامج من هدفها المواكبة والتأطير لترسيخ الممارسات الفلاحية الجيدة”.

وتابع المتقي شارحا: “من بين هذه البرامج، هناك برنامج المنصات التطبيقية على الصعيد الوطني الذي نشتغل فيه على أنواع زراعات متعددة (الحبوب، القطاني، زراعات الزيتون والخضروات) بهدف واضح هو ترسيخ الممارسات الفلاحية الفضلى، التي تعتمد منطق “المعاينة أساسُ الإقناع” (معاينة ورؤية الفلاح للنتائج واقعيا وميدانيا)”.

“هناك كذلك برنامج مهم يهم تسريع وتيرة تبني “برنامج الزرع المباشر” بشراكة مع وزارة الفلاحة، في أفق تحقيق الهدف المتمثل في مليون هكتار من الزرع المباشر على الصعيد الوطني”، سجل المهندس ذاته مذكرا بأن “آلية المثمر تشتغل مع الفلاحين من أجل تبني هذه التقنية في الزرع من أجل الحفاظ على التربة، وكذا في إطار جهود مجابهة التغيرات المناخية في ظل شح التساقطات. هي تقنية لها مزايا بيئية وزراعية لتمكين الفلاح للحصول على مردود مستقر خصوصا في المواسم الجافة”.

وبسط المتحدث لهسبريس مزايا وفوائد “تطبيقات رقمية وضعها المكتب الشريف للفوسفاط رهن إشارة الفلاح للوصول إلى أكبر عدد منهم”، موردا في هذا السياق أن تطبيق “أثمار’ يعطي نصائح مع إمكانية تتبع المسار التقني لزراعاتهم، مع بلوغنا 400 ألف مستعمل للتطبيق لتحسين المردودية”، إلى جانب “تطبيق ‘تسويق’ الهادف إلى ترويج منتوجات للوصول إلى عدد أكبر من المستهلكين”، مؤكدا أن “رقمنة هذه المسارات أبانت عن نتائج مشجعة”.

“أسمدة على المقاس”

تؤكد المعطيات التي يعرضها فضاء المجموعة لزواره بمعرض الفلاحة سعيَها إلى “فك الارتباط مع النهج الوحيد للأسمدة والفلاحة، من خلال تعزيز استخدام الأسمدة المشخصة والتدبير الدقيق للمُغذيات”. وتعمل المجموعة على تطوير الأسمدة الملائمة لمختلف أنواع التربة والزراعات، عبر الاعتماد على قدرات البحث والتطوير وتقنيات خارطة خصوبة التربة. تساعد هذه التقنيات مجموعة OCP على “فهم خصائص التربة واحتياجاتها من المدخلات وملاءمة منتجاتها وحلولها وفقا للاحتياجات الحقيقية للزراعات”، حسب إفادات استقتها هسبريس من أحد مسؤولي المكتب الحاضرين في فضائه بملتقى الفلاحة.

“أسمدتنا مُصممة وفق مقاربة على المقاس لملاءمة الاحتياجات الخاصة لمختلف أنواع التربة، مما يساعد الفلاحين على اتباع مبادئ “4R” لتدبير المواد المغذية: “السماد الملائم، بالكمية الملائمة، في الوقت الملائم والمكان الملائم مع أفضل مستويات الدقة”، أكد عبد الحق قبابي، مدير المبيعات المكلف بالسوق المحلية بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.

وقد ثبت علميا، حسب إفادات المسؤول ذاته، أن الأسمدة “المشخصة” تعد “الأفضل للتربة ولمردودية الزراعات، كما تمكن من تقليل التأثيرات على جودة التربة إلى جانب توفير عائدات أكبر، كما تساهم في الرفع من إمكانيات الفلاحة الإفريقية”.

في هذا الإطار، تعمل مجموعة OCP ، بشراكة مع الهيئات المتخصصة داخل القارة الإفريقية، على توفير هذه الأسمدة والرفع من كمياتها؛ وذلك بفضل شبكة واسعة من الشركاء، والحكومات والمصنعين المحليين.

وللوصول إلى هذا المستوى من التشخيص، تعتمد مجموعة OCP أولا على خارطة خصوبة التربة. وفي هذا الصدد، تعمل المختبرات المتنقلة التابعة للمجموعة على تحديد جودة التربة المحلية بهدف تقييم مستوى المواد المغذية وتحديد احتياجات التربة بشكل دقيق.

وعلى هذا الأساس، تقوم مجموعة OCP بتوفير أسمدة خاصة لكل نوعية من التربة مع تشكيلات متوازنة من أجل نمو مثالي للمحاصيل. كما تعمل المجموعة مع الفلاحين المحليين وكذا المصنعين المحليين على طرح الأسمدة المشخصة في الأسواق وجعلها متوفرة لفائدة الفلاحين.

وأكد قبابي، في تصريحه لهسبريس، أن “جهود المكتب لدعم الفلاحين؛ من خلال تكوينهم حول الممارسات المستدامة للتسميد المعقلَن” عبر مبادرة المثمر، إذ “تشارك خبراتها حول الاستخدام المثالي للأسمدة من أجل المحافظة على الموارد وتعزيز الفلاحة المستدامة”، لاسيما بالنسبة لأسمدة العمق.

يشار إلى أن الحلول الرقمية التي توفرها التقنيات الجديدة تقع “في صلب آلية المثمر”. وتمكن هذه الحلول، التي ترتكز على نماذج تكنولوجية متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية إلخ، من تقديم توصيات مشخصة لكل فلاح حسب احتياجاته. كما تقدم “مبادرة المثمر” باقة رقمية متطورة تواكب الفلاح خلال سلسلة الإنتاج بأكملها (الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهواتف الذكية مثل [email protected]) تطبيق الإرشاد الفلاحي، و [email protected] تطبيق الربط بالأسواق).

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *