أسعار الماشية بالمغرب تتراجع بـ 50% دون انعكاس على أسعار اللحوم (فيديو)

تشهد أسواق الماشية في المغرب حالة من التوتر والارتباك في صفوف مربي المواشية، نتيجة الانخفاض الحاد الذي سجلته أسعار المواشي، حيث أكد العديد من المربين أن الأسعار تراجعت بشكل كبير تجاوز 50%، ما ألحق بهم خسائر فادحة، ورغم هذا التراجع المعلن، يختلف المواطنون عن المهنيين في تقييمهم لهذه الأزمة، حيث يشيرون إلى أن الأسعار في الواقع لم تتغير بشكل ملموس.
ومع اقتراب عيد الأضحى، يواجه العديد من “الكسابة” صعوبة في بيع ماشيتهم بأسعار مقبولة، ما يهددهم بتراكم الديون وتدهور وضعهم المالي، وفي هذه الظروف، يطالب المربون بتدخل عاجل من الدولة لإيجاد حلول تراعي مصالحهم وتخفف من وطأة الخسائر التي يعانون منها، حتى لا يتعرضوا لخطر التخلي عن نشاطهم الحيوي.
وفي هذا السياق أوضح مربو الماشية في تصريح لـ “العمق” أن هذا الإنخفاض تسبب في خسائر فادحة لهم، وخاصة من استثمر منهم مبالغ كبيرة في تعليف وتسمين الأغنام إستعدادا لـ عيد الأضحى، ما جعله معظمهم مهددا بالسجن بسبب “الشيكات” المقدمة كضمان لشركات الأعلاف.
عبد الجليل “تاجر وكساب” بسوق المواشي بإنزكان قال إن “مربو الماشية في حالة يرثى لها، وأنهم مهددون بالإفلاس، كما أن البيع منعدم تماما في الأسواق،مشيرا إلى أن الماشية تباع بثمن بخس، كون أن خروف 5000 درهم يباع بـ 2000 درهم وخروف 6000 درهم يباع بـ 2500 درهم”.
وأكد المتحدث أن الكساب لا علاقة له بالجزار فثمن اللحم يتحكم فيه نوع وجودة الخروف، والجزار دائما ما يبحث عن خرفان لا يتعدى وزنها 16 كيلو، ولا يمكنه إقتناء خروف ذا جودة عالية لبيعه بالكيلو غرام، بينما الخرفان المعلفة جيدا موجهة للأسواق من أجل أضحية العيد.
ومن جانبه، أعتبر مصطفى، وهو الآخر “كساب”، بأكبر سوق ماشية بسيدي بنور في تصريح لـ العمق أن السوق خال تماما من المشترين، فهو دائما ما يكون مملوء عن آخره ولم يشهد هذا الفراغ قط، مشيرا إلى أن “الكساب” سيعاني هذه السنة من تبعات إلغاء شعيرة الذبح، وعاد ليؤكد أنه يحترم القرار الملكي وأن مشيئة الله وقدرته قبل كل شيء.
وبدوره شدد العياشي رسميم، كساب بسوق الماشية سيدي بنور، على أن القرار الملكي يأتي لصالح الوطن وأن الغلاء مرتفع ومفرط للغاية، ولا يمكن لمواطن لديه القدرة على إقتناء أضحية العيد وغيره لا يستطيع، مطالبا فقط بدعم مربي الماشية وتسوية وضعيته.
الوضع الحالي دفع العديد من المربين للتفكير في بيع ماشيتهم بأي ثمن، كما قال الحسين، الفلاح من إنزكان، مضيفا أن الكساب يعاني من ارتفاع أسعار الأعلاف ولا يمكن لومه على ذلك، موضحا أن معظم المربين يرغبون في التخلص من ماشيتهم بأي ثمن لتخفيف العبء عليها، مشيرا إلى أن الشناق هو المستفيد الأول من هذه العملية، خاصة وأن أسعار الماشية لن تنخفض إلا من خلال البيع المباشر من الكساب إلى المواطن دون وسطاء.
ورغم الانخفاض المؤكد من قبل المهنيين إلا أن النتائج على مستوى أرض الواقع تضل غير ظاهرة، إذ أكد مواطنون في تصريهم لجريدة “العمق” داخل مختلف الأسواق أن ما يراج من إنخفاض وتراجع في أسعار الماشية ليس ماهو موجود على أرض الواقع، كون أن الأثمنة لا تزال على حالها، وتتراوح ما بين 3500 و4000 درهم، مؤكدين على أن “الشناقة” هم السبب في ارتفاع ثمن الماشية وأن المتضرر هو الكساب والمواطن.
هذا، وينتظر مربوا الماشية من الدولة، التدخل العاجل من أجل إيجاد حلول تلائم الجميع، منتظرين دعمهم في ظل هذه الظروف الصعبة، لكي لا يضطر معظمهم إلى التخلي عن نشاطهم بسبب الخاسائر التي قد تتعدى إمكانياتهم.
المصدر: العمق المغربي