أسعار الأضاحي تزيد حدة الانتقادات .. والأكباش المستوردة تقصد المدن الكبرى

بدأ العد العكسي لعيد الأضحى المبارك، وارتفعت وتيرة إقبال الأسر على شراء الأضاحي وسط انتقادات متواصلة للغلاء وارتفاع الأسعار الذي لم تفلح حتى الآن الإجراءات الحكومية المعلنة في التخفيف من حدته.

أحزاب المعارضة لم تفوت فرصة استغلال الظرفية للنيل من الحكومة وتدابيرها المعلنة، حيث عبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن انتقاده للحكومة، معتبرا قرار دعم المستوردين إجراء “ريعيا”.

وسجل الحزب ذاته، في بيان أصدره عقب اجتماع مكتبه السياسي الأسبوع الجاري، وجود “ارتفاع كبير في أثمنة أضاحي العيد، بالنظر إلى الضرر الفادح الذي أصاب القطيع الوطني من الأغنام، بِفِعل تواتر مواسم الجفاف وما سبَّبَه ذلك من تفاقُمٍ لأوضاع الفلاحين والكسابين”.

في ظل هذه الظروف، اعتبر رفاق نبيل بنعبد الله أن الوضع كان يستوجب من الحكومة تقديم دعم قوي للفلاحين ومربي الماشية الصغار والمتوسطين، لا سيما من خلال توفير الأعلاف ومحاربة المضاربات فيها، غير أنها لجأت إلى نهج “نفس المقاربة المعهودة فيها، عبر تخصيص تحفيزات مالية وضريبية إضافية لكبار مستوردي الأغنام من الخارج، دون أن يظهرَ أيُّ تأثيرٍ إيجابي لهذا الإجراء الريعي على أسعار الأضاحي في الأسواق الوطنية”.

انتقادات المعارضة تتقاطع مع العديد من أرباب الأسر الذين يشتكون من الغلاء، وغياب التأثير المنتظر للإجراءات الحكومية المتخذة على الأسعار، إذ إن الخروف المستورد لم يصل بعد إلى كافة المدن والأسواق.

ووفق شهادات متطابقة تناقلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين، ظهر مواطنون من مدن عدة يتحدثون عن “الغلاء” الكبير الذي صادفوه في الأسواق بمدنهم المختلفة، ولم يجدوا أي أثر للأضاحي المستوردة التي راهنت عليها الحكومة من أجل موازنة الأسعار.

محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي، أقر بأن الأضاحي المستوردة موجهة أساسا إلى المدن الكبرى التي تواجه ضغطا في توفير العدد اللازم، مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة.

وقال جبلي، في حديث مع هسبريس، إن “عملية استيراد الخروف البالغ من الوزن ما بين 40 و45 كيلوغراما متواصلة”، وقدّر عدد الرؤوس التي جرى إدخالها إلى المغرب بحوالي 70 ألف رأس، غالبيتها من إسبانيا.

المتحدث ذاته أفاد بأن أسعار الخروف المستورد تتراوح ما بين 50 و55 درهما للكيلوغرام الواحد، بينما تصل أسعار الخروف المحلي إلى أزيد من 70 درهما للكيلوغرام.
وشدد جبلي على أن عملية الاستيراد ستبقى متواصلة في الأيام المقبلة، مرجحا أن يبلغ إجمالي الرؤوس المستوردة 150 ألف رأس، معتبرا أنه رقم “يبقى ضعيفا ولا يمكن أن يغطي جميع المدن المغربية”.