أسباب ارتفاع درجات الحرارة إلى “مستويات قياسية” بالرباط ومدن الشمال
“حرارة غير مسبوقة” عرفتها العاصمة المغربية الرباط أمس الاثنين، إذ وصلت إلى 46 درجة، متجاوزة بذلك مدنا كمراكش وبني ملال ومكناس وورزازات.
“الارتفاع غير المسبوق” في درجات الحرارة بالعاصمة المغربية المطلة على البحر، يرافقه ارتفاع آخر بعدة مدن مغربية، وسط أرقام قياسية هذه السنة تفوق 47 درجة.
ومن أجل معرفة أسباب هذا “الارتفاع الفجائي”، قال سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “الحرارة التي تعرفها المملكة في هاته الأسابيع غير عادية بتاتا”.
وأضاف قروق، في حديث لهسبريس، أن “وصول الحرارة إلى هاته المستويات بمدن الشمال منذ شهر ماي المنصرم، الذي هو في الأصل فترة مبكرة على الحر، أمر غير مسبوق بتاتا، وراجع بالأساس إلى ظاهرة الشركي، وهي رياح صحراوية جافة قادمة من جنوب المملكة نابعة من الغلاف الجوي المتأثر في الأصل بمياه المحيطات الحارة”، قبل أن يستدرك بأن “هاته الظاهرة كانت معهودة، لكنها جاءت هاته السنة بمستويات عالية لأول مرة”.
واعتبر أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن “كوكب الأرض يشهد ارتفاعا في الحرارة، نتيجة تراكم الأخيرة في الغلاف الجوي، وأيضا في المحيطات”.
وتابع بأن “ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في المغرب والعالم خلال السنوات القليلة الماضية، أدى إلى تراكمها في المحيطات التي تمثل أكثر من 70 بالمائة من مساحة الأرض، مما يجعل المجال البري والجوي يتأثر بقوة بهذا الأمر”.
في السياق عينه، بين الخبير المناخي أن “المجال البري للأرض يستقبل 80 بالمائة من الطاقة عبر المحيطات، تتحول نتيجة حرارتها إلى غلافنا الجوي بطريقة مباشرة”.
وأبرز أن “العديد من الخبراء والمراكز المختصة، كوكالة الأرصاد الجوية الفرنسية، رصدوا ارتفاعا قويا للحرارة بالمحيط الأطلسي، سواء في شماله أو وسطه، أي في المناطق البيمدارية المسؤولة عن مناخ مناطق الاستواء، (إفريقياأوروباأمريكا الشمالية، والوسطى)”.
وأوضح قروق أن “حرارة مياه المحيط في المناطق البيمدارية بغرب إفريقيا إلى سواحل البرازيل، ارتفعت بمستويات مهولة، غير عادية بتاتا، امتدت إلى الأعماق، وتجاوزت بذلك 100 متر، ما يشكل عبئا إضافيا على الغلاف الجوي، ويفسر الحرارة القوية التي نحس بها في هاته الأسابيع”.
هاته الطاقة، بحسب أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، “تعرف بطئا في فقدانها، واستقبالها من قبل المحيطات بسبب نقص التغذية المستمر، ما يعني أن الحرارة في السنوات المقبلة مرشحة للارتفاع أكثر مما نعيشه حاليا”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “هذا المعطى يجبرنا على الحذر بشكل كبير من مستويات الحرارة القادمة في بلادنا”، مفسرا بذلك بأن “الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل أيضا الأعاصير تهددنا بعدما كانت تهدد القسم الأمريكي الشمالي؛ فالتغيرات الهوائية نتيجة حرارة الأرض جعلت وجهة الأعاصير مختلفة، تهم بالأساس المغرب وأوروبا”.
المصدر: هسبريس