اخبار المغرب

أزقة المدينة العتيقة بالبيضاء تغرق في الظلام والشرايبي تتنصل من المسؤولية 

أثار فقدان المدينة القديمة بمدينة الدار البيضاء في العديد من الأزقة للإنارة العمومية امتعاض ساكنة المنطقة، حيث أصبح “الظلام” يسيطر على دروب هذه المنطقة التاريخية التي تقع في قلب العاصمة الاقتصادية. وقد دفع هذا الوضع العديد من أبنائها إلى انتقاد أداء رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، كنزة الشرايبي.

وتعيش ساكنة المدينة القديمة، إحدى أشهر المناطق في الدار البيضاء، حالة من الذعر والخوف بسبب غياب الإنارة العمومية، خاصة في شهر رمضان المبارك، خشية تفاقم ظاهرة السرقة أو الاعتداءات الجسدية، إذ بات الظلام أرضية خصبة لارتكاب الجرائم، وفق ما يؤكد ذلك بيضاويون.

ونشر أحد أبناء الساكنة المتضررة من انقطاع الإنارة العمومية تدوينة على فيسبوك جاء فيها: “إلى السيدة رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، أين نحن من شعار “دربنا في قلبنا” ونحن نعيش الظلام في بعض الأزقة منذ مدة؟ زنقة الديوانة، ساحة بلجيكا، جوانب مستوصف 9 يوليوز، وكذلك زنقة الفندق، على سبيل المثال. هذه الطريق (زنقة الديوانة) تحديدًا تؤدي إلى مسجد ولد الحمرا.”

وأضاف: “الظلام الدامس، خاصة في هذا الشهر الفضيل، مشكلة لم يتم حلها منذ توليكم المسؤولية. نتمنى منك زيارة المدينة القديمة ليلًا كما زرتها نهارًا، ولا نريد سماع الجواب المتكرر (هذه مهمة الشركة المكلفة). إن كان الأمر كذلك، فما دور المجلس المنتخب إن لم يوصل شكاياتنا إلى الشركة المعنية؟ وهل هناك أي متابعة؟ هذا من عوامل فقدان الثقة”.

وتساءل المتحدث ذاته: “هل نحن، سكان المدينة القديمة، لا يحق لنا الاستفادة من الإنارة العمومية؟”، مردفا: “نتمنى أن تكون هذه الرسالة دافعًا لكِ للقيام بما يفرضه القانون، وهو حقنا في الإنارة العمومية. أنتِ تعلمين، السيدة الرئيسة، أن هذه ليست المرة الأولى التي أطرح فيها هذا المشكل عليكِ هاتفيًا، وسأظل مصرًّا على هذا الطلب حتى يتحقق”.

وأكدت مصادر مسؤولة من مقاطعة سيدي بليوط لجريدة “العمق”، أن “المقاطعة ليست لها علاقة بمشاكل انقطاع الإنارة، سواء في المدينة القديمة أو غيرها،” مشيرة إلى أن “المقاطعة لا تتوفر على أي مصلحة تتعلق بذلك، مع العلم أن رئيسة المجلس وجهت عدة مراسلات إلى الشركة المعنية لإصلاح الأعطاب.”

من جهته، قال سعيد الصبيطي، عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط، إن “غياب الإنارة العمومية في أغلب أحياء المدينة القديمة كان موضوع شكايات شفهية تلقيتها من طرف الساكنة. وهذا راجع إلى إهمال رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، وأيضا الشركة الجهوية متعددة الخدمات التي حلت محل ليدك.”

وأوضح الصبيطي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هناك مصلحة خاصة بمقاطعة سيدي بليوط تتكلف بمراسلة الشركة المسؤولة عن إصلاح الأعطاب أو صيانة الإنارة العمومية.”، مسجلا أن “المدينة القديمة تعاني من عدة مشاكل حالت دون تنميتها بالشكل المطلوب”.

وتابع قائلا: “المقاطعة تُعد حلقة وصل بين الساكنة والشركة الجهوية المكلفة بصيانة الإنارة العمومية على مستوى جهة الدار البيضاءسطات، ولا يمكن لرئيسة المقاطعة التهرب من هذه المسؤولية كما تتهرب من مسؤوليات أخرى”.

وزاد: “غياب الإنارة العمومية في المدينة القديمة، وهي منطقة تاريخية، يشكل ضررا كبيرا على الساكنة، خاصة أن العديد منهم يخرجون في أوقات متأخرة من الليل لأداء صلاة التراويح والفجر. وهذا يمثل مشكلة كبيرة خلال هذا الشهر الكريم”.

وأكد عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط أنه “لا يعقل أن تبقى هذه الأزقة بدون إنارة لفترة طويلة، خاصة وأن هذا من اختصاص المقاطعة”، واستدرك قائلا: “المقاطعة يجب أن تتدخل لحماية المواطنين وضمان سلامتهم، لأن غياب الإنارة يؤدي إلى تفشي ظاهرة السرقة وظهور مشاكل أخرى لا يمكن قبولها”.

وختم الصبيطي حديثه بالقول: “مقاطعة سيدي بليوط تحاول التنصل من مسؤولياتها تجاه المناطق الواقعة ضمن نطاقها الترابي، في حين أن دورها الأساسي هو تمثيل الساكنة والتواصل مع الشركة المكلفة بهذه الخدمات. المقاطعة تضم مصلحة خاصة بهذا الشأن، وعليها القيام بدورها بجدية.”

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *