أرشيف المغرب يعرض الشهر المقبل الوثائق التي وهبها له الراحل عبد الواحد الراضي اليوم 24
بعد مرور أزيد من عام على وفاة عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تعتزم مؤسسة أرشيف المغرب تنظيم معرض وثائقي بالرباط خلال الفترة من 5 إلى 20 يونيو المقبل تحت عنوان « عبد الواحد الراضي (19352023)، شاهد متميز على العصر ».
ويأتي تنظيم هذا المعرض وفق بلاغ صادر عن المؤسسة بمناسبة الأسبوع العالمي للأرشيف الذي ينطلق ابتداء من 9 يونيو من كل سنة، يقوم على أساس الهبة التي تقدم بها لفائدة مؤسسة أرشيف المغرب سنة 2023، واشتملت على مجمل أرشيفاته ووثائقه الشخصية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الراحل الراضي كان يهدف من خلال هذه الهبة التي كانت من آخر ما أبرمه قبل التحاقه بالرفيق الأعلى، إلى وضع رصيد من الوثائق التاريخية رهن إشارة الباحثين المغاربة، إلى جانب تحفيز الشباب من خلال مساره الشخصي للانخراط في خدمة مصلحة البلاد، سواء عن طريق العمل الجمعوي، أو التربوي، أو السياسي.
وتضم هذه المجموعة الآلاف من الوثائق والصور والنصوص والملاحظات والخطب وغيرها، تعيد رسم المسار الذي سلكته هذه الشخصية الفذة التي ظلت على الدوام ملتزمة بخدمة مصلحة الوطن، وعبرت كذلك جميع المحطات الكبرى من تاريخ المغرب المعاصر.
ويعد الراحل أقدم برلماني مغربي عمّر في المؤسسة التشريعية لحوالي 60 عاما منذ 1963 أول انتخابات أجريت في المغرب في ظل أول دستور مغربي.
يروي الراضي أن الحسن الثاني طلب منه مرة أن يزوره في قصر الصخيرات، بل طلب منه أن يداوم على زيارته مرة كل أسبوعين، فوافق وحين استشار عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب الأول للحزب حينها، وافق على الأمر ولم ير فيه أي مشكلة، لأن الحزب كان يبحث عن قنوات للتواصل مع القصر.
والأمر نفسه استمر في عهد عبد الرحمان اليوسفي، الذي وافق على أن يستمر الراضي في لعب هذا الدور. كان الحسن الثاني ينقل إلى الراضي غضبه أحيانا من بيانات الاتحاد الاشتراكي، وخاصة تلك التي تدعوا إلى الملكية البرلمانية، ومرة قال له «هل تعتقدون أنكم تخوفونني؟ ودعاه إلى نقل رسالة لقادة الحزب بأن القصر مستعد للتعاون والعمل المشترك معهم ولكن إذا لم يرغبوا في ذلك فإنه سيواجههم.
لمياء الراضي، ابنة الراحل، قالت في حفل أربعينيته، إن والدها توفي و »دُفنت معه كثير من الأسرار» وأضافت « إن والدها نجح في الحفاظ على الأمانة وصونها، ولم يترك منفذا مهما كان صغيرا ولا قيمة له، أن يتسرب منه سر كيفما كان.
المصدر: اليوم 24