أرخبيل مالطا يستقطب السياح بمؤهلات الطبيعة ومعالم التاريخ
تعتبر مالطا بمثابة درة البحر الأبيض المتوسط؛ حيث إنها تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة وتزخر بالعديد من الشواهد والمعالم، بالإضافة إلى الشواطئ الرائعة والمناظر الطبيعية المتنوعة كالجبال والسهول والكهوف.
وعند زيارة أرخبيل مالطا خلال شهور الصيف، تسطع الشمس الحارقة وترتفع درجات الحرارة. ولذلك، يهرب السياح من العاصمة فاليتا إلى السواحل القريبة. ويلاحظ السياح أن كل جزء من الساحل عبارة عن مشهد طبيعي خاص به تباين كبير في الألوان بين السماء والماء والتكوينات الصخرية الغريبة والمناظر الطبيعية الواسعة.
بركة القديس بطرس
عند البحث على الإنترنيت حول موضوع السياحة في مالطا يصادف المرء الكثير من الصور الشهيرة لقرية الصيادين “مارساكسلوك”، الواقعة في جنوب شرق مالطا. وبالطبع، يظهر الميناء وما به من القوارب الكثيرة، التي تطفو فوق المياه بألوانها الرائعة.
وتعتبر الجولة السياحية هنا من أهم الأنشطة، التي يقوم بها الزوار في مالطا بسبب المناظر الطبيعية الخلابة وسوق القرية الصاخب؛ بالإضافة إلى “بركة القديس بطرس”، الواقعة إلى الشرق قليلا، وتعتبر حمام سباحة طبيعيا منحوتا في الهضبة الساحلية الحجرية بفعل الرياح والأمواج.
وتعتبر المياه الزرقاء المشوبة بالخضرة الملاذ الآمن للسياح من الحرارة خلال شهور الصيف، وتجتذب “بركة القديس بطرس” دائما أعدادا كبيرة من السياح والسكان المحليين خلال ذروة الموسم السياحي؛ نظرا لأنها أصبحت من الوجهات السياحية المشهورة في مالطا.
ويجدر بالسياح الالتفاف يمين المسبح الطبيعي لزيارة جزء صغير من الشاطئ، حيث يشعر السياح وكأنهم في كوكب آخر بمجرد الانعطاف عند زاوية الحافة؛ لتظهر أرضية الهضبة بشكل مثل الإسفنج بسبب تآكل التضاريس بفعل حركات المد والجزر. ويضم المشهد أيضا ظهور صخور كبيرة بشكل عجيب كأن عملاق قد ترك أحجار الليجو الخاصة به هنا.
الكهف الأزرق
يشاهد السياح الأمواج المتلألئة تحت أشعة الشمس الساطعة في منتصف النهار عند زيارة خليج “وادي الزريق”، حيث تبدأ من هذه المنطقة جولات القوارب السياحية لزيارة الكهف الأزرق على الساحل الجنوبي لجزيرة مالطا. ويقع هذا الكهف عند سفح قوس صخري يصل ارتفاعه إلى 50 مترا، وتضم هذه المنطقة 6 كهوف نحتتها أمواج البحر على مدى مئات السنين.
وبمجرد دخول قارب الصيد الصغير إلى نظام الكهوف، تبدو المياه باللون الفيروزي الساطع، وتظهر على الجدران الصخرية انعكاسات الضوء الأزرق المتلألئ، وتبدو مثل لعبة الألوان. ومن هنا، جاءت تسمية هذا المكان بالكهف الأزرق.
وعلى الرغم من أن الكهف الأزرق هو الأكبر والأكثر إثارة للإعجاب، فإن الجولة السياحية تضم زيارة العديد من الكهوف الأخرى ضمن جولة القارب، التي تمتد لحوالي 30 دقيقة بمحاذاة الساحل المنحدر.
وإلى جانب جولة القوارب السياحية فإنه يمكن للسياح الاستمتاع بزيارة الكهف الأزرق أيضا سيرا على الأقدام عن طريق منصة المراقبة الواقعة شرق “وادي الزريق”، حيث تتوفر أمام السياح فرصة مشاهدة القوس الصخري بحجمه الكامل، بالإضافة إلى البقع الفيروزية المنتشرة في مياه البحر بلونها الأزرق السماوي، ومن بعيد يبدو الأفق لا نهاية له.
الذهب الأبيض بجزيرة جوزو
تضم مالطا 21 جزيرة: ثلاث جزر مأهولة بالسكان؛ وهي مالطا وجوزو وكومينو، بالإضافة إلى 18 جزيرة غير مأهولة. وبينما تمتاز جزيرة مالطا بأنها المركز الثقافي والاقتصادي للبلاد، تشتهر ثاني أكبر جزيرة “جوزو” بأجوائها الريفية ومناظرها الطبيعية الشاسعة والخلابة، وتبحر العبّارات المتجهة إلى جزيرة جوزو يوميا من عاصمة مالطا “فاليتا”.
وتتربع العاصمة وما بها من كنائس ومزارات قديمة على صخرة عظيمة، وتتعرج الأزقة والحارات الضيقة نزولا إلى الميناء الكبير “جراند هاربور”، وتبحر العبّارات ويستمتع السياح بالنسيم العليل والأمواج اللطيفة والسماء الزرقاء، وتحوم طيور النورس حول العبّارات.
وبعد الإبحار لمدة 45 دقيقة تصل المجموعة السياحية إلى جزيرة جوزو وتتجه إلى الشمال بواسطة الحافلة، حيث تمتد أحواض الملح على طول الساحل في جزيرة جوزو. وتظهر أحواض الملح في بعض الأحيان بشكل مستطيل على هيئة رقعة الشطرنج، وفي أحيان أخرى تظهر بشكل عضوي. كما أنها تبدو مغطاة بالملح بشكل كامل أو مغمورة في المياه. وعند مشاهدة أحواض الملح من أعلى، فإنها تظهر مثل صندوق ألوان مائية ضخم.
وقد تم استخراج الملح من الساحل الشمالي لجزيرة جوزو خلال العصر الروماني، كما أن الجنود الرومان كانوا يتقاضون رواتبهم بالملح في بعض الأحيان. وفي هذه المنطقة، لا يزال هناك 300 حوض ملح قيد التشغيل إلى اليوم، حيث يتم استخراج الملح في الفترة الممتدة من ماي إلى شتنبر.
وعند السير بين أحواض الملح، تلفح الشمس وجوه السياح؛ ولكنهم يصلون إلى مضيق الاستحمام “وادي جاسري” عند نهاية شريط أحواض الملح. وهنا يرتدي السياح ملابس السباحة ويقفزون في الماء البارد. وعلى عكس الشواطئ الأخرى في مالطا، لا توجد أعداد كبيرة من السياح في هذا الشاطئ خلال الصيف.
المصدر: هسبريس