قال رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، إن الحكومة رفعت ميزانية التعليم العالي إلى 17 ملياراً و314 مليون درهم خلال سنة 2025، مع تسجيل زيادة بنسبة 5.26 في المائة في ميزانية سنة 2026، كما دعا الأساتذة الجامعيون إلى الانخراط في شرح حصيلة الحكومة للمواطنين نظرا للمصداقية التي يتمتعون بها.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها أخنوش أمام شبكة الأساتذة الجامعيين التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث عبّر عن “فخره واعتزازه” بدور الأساتذة الجامعيين في المجتمع، واصفاً إياهم بـ”القدوة” ومؤكداً أن القطاع الذي يشتغلون فيه “حيَوي وأساسي لمستقبل البلاد”.

وأبرز المتحدث أن عدد المناصب المالية بالقطاع انتقل من 700 إلى 1760 منصباً، في إطار ما وصفه بـ”الرهان الاستراتيجي على التعليم رغم صعوبة الظرفية”، مشددا على أنه أشرف شخصياً، منذ توليه رئاسة الحكومة، على المفاوضات مع النقابات في قطاع التعليم، بحضور وزير المالية ووزير التعليم العالي، نظراً للأهمية التي يكتسيها هذا القطاع، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات أفضت إلى “نتائج مهمة”، من ضمنها تحسين وضعيات فئات معينة والاستفادة من امتيازات وصفها بـ”المستحقة”.

مضاعفة أساتذة الأمازيغية خمس مرات

وفي سياق حديثه عن إصلاح التعليم، كشف أخنوش أن عدد الأساتذة المكلفين بتدريس اللغة الأمازيغية ارتفع من 200 أستاذ عند بداية الولاية الحكومية إلى 1000 أستاذ حالياً، أي بمعدل تضاعف خمس مرات، معتبراً ذلك “خطوة أساسية لتقوية تعليم الأمازيغية وإنصاف هذا المكون اللغوي”.

كما تحدث أخنوش عن الإصلاحات التي همّت التعليم العالي، خصوصاً في ما يتعلق بالطب والبرامج البيداغوجية، مؤكداً أن النصوص القانونية الجديدة توجد حالياً قيد المناقشة داخل البرلمان، وأنها وفّرت “تبسيطاً مهماً ورؤية أوضح لفائدة الطلبة والأساتذة”.

الحكومة راهنت على الاستمرار رغم الأزمات

وقال رئيس الحكومة إن حكومته اشتغلت في سياق “ظروف جد صعبة”، بسبب التضخم والأزمات العالمية وآثار زلزال الحوز، مؤكداً أنها اختارت عدم توقيف الدينامية الاقتصادية، وتجنب ما سماه “منطق الكبح”، الذي يؤدي إلى تعطيل النمو لسنوات.

وأضاف أخنوش أن الحكومة نجحت في خفض عجز الميزانية من حوالي 8 في المائة إلى 3 في المائة، وتقليص نسبة المديونية من 73 في المائة إلى حوالي 65 في المائة، كما تم التحكم في التضخم الذي نزل من 6 في المائة إلى أقل من 1 في المائة، وفق تعبيره.

دعم اجتماعي واسع واستفادة ملايين الأسر

وفي الشق الاجتماعي، أكد أخنوش أن الحكومة مكّنت 4 ملايين أسرة من الدعم الاجتماعي المباشر، إضافة إلى 11 مليون تلميذ، مبرزاً أن سن الاستفادة من التعويض الاجتماعي تم خفضه من 65 إلى 60 سنة، خلافاً لما تم الإعلان عنه في البرنامج الانتخابي.

وشدد رئيس الحكومة على أن الدولة الاجتماعية تسير جنباً إلى جنب مع تحريك عجلة الاقتصاد، معتبراً أن هذا التوازن هو الذي سمح بالحفاظ على استقرار المؤشرات الكبرى وجلب الاستثمارات الخارجية، وتحسين تصنيف المغرب لدى وكالات التنقيط الدولية.

دعوة الأساتذة للانخراط في شرح منجزات الحكومة

ودعا أخنوش الأساتذة الجامعيين إلى الانخراط في شرح حصيلة عمل الحكومة للمواطنين، معتبراً أن لهم “مصداقية كبيرة” لدى الرأي العام، مطالباً بتنظيم لقاءات جهوية داخل الجامعات لفتح النقاش حول المنجزات والإخفاقات.

كما أعلن عزمه عقد اجتماع وطني كبير مع شبكة الأساتذة في بداية السنة المقبلة، لمناقشة مستقبل التعليم والتعليم العالي في أفق سنة 2026، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب مساهمة الجميع من مهندسين وشباب ونساء وأساتذة في إعداد البرامج والسياسات العمومية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.