أخصائية ترسم حدود إدمان “آخر الصيحات” في استبدال الهاتف المحمول
الجمعة 12 أبريل 2024 04:00
شهدت تكنولوجيا الهواتف الذكية، خلال السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا ومتسارعا، مما ساعد فئة من مستعلمي تلك الهواتف على إشباع رغباتها في مواكبة آخر مستجدات المجال الرقمي، سواء من أشكال الهواتف وأحجامها، أو من حيث الوظائف والخصائص والمميزات والتطبيقات التي تتوفّر عليها.
تساؤلات راهنة
إذا كان من الطبيعي أن يواكب المرء مستجدات المجال التكنولوجي للاستفادة من إيجاباته، انطلاقا من الحرص على شراء آخر طرازات الهواتف الذكية، فإن نقاشا يُثار حول الحدود الفاصلة بين الوضع العادي المرتبط بـ”التجديد المقبول للهاتف”، والحالة المرضية التي تصل إلى “الإدمان والتجديد المفرط” وفق آخر الصيحات.
ومن ضمن الأسئلة التي تتناسل في هذا النوع من النقاشات الصحيةالتكنولوجية، ما هي الأسباب التي تدفع المرء عادة إلى التخلص من هاتفه باستمرار لشراء آخر ما استُجد في عالم الهواتف؟ وما الحدود الفاصلة بين الوضع الطبيعي والحالة المرضية في استبدال الهواتف؟ وكيف يتم التمييز بين التغيير المطلوب للهاتف والإدمان المَرضي على التجديد الدائم؟
في هذا الإطار، قالت ندى الفضل، معالجة نفسية إكلينيكية أستاذة باحثة في الصحة النفسية وعلم النفس المرضي الإكلينيكي، إن “الانتقال من الوضع الطبيعي إلى الحالة المرضية في استبدال الهاتف يحصل عندما ينعدم السبب الواضح من أجل تغييره، كتلف الهاتف أو الحاجة إلى بعض التطبيقات والخدمات غير المتوفرة فيه “.
الوصول إلى الإدمان
أوضحت المعالجة النفسية الإكلينيكية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه يمكن التمييز بين التجديد العادي للهاتف والمفرط بـ”التكرار المفرط لهاذا الفعل في مدة قصيرة”، و”عدم وجود أي سبب أو حاجة تدفع الفرد إلى تجديد الهاتف”، و”تأثير عدم القيام بفعل تجديد الهاتف على المستوى النفسي والاجتماعي والمهني للفرد”.
وبعدما حذرت الأستاذة الباحثة في الصحة النفسية وعلم النفس المرضي الإكلينيكي من “خطورة الإدمان على استبدال الهاتف المحمول باستمرار دون توّفر الدوافع الحقيقية لذلك”، قدّمت مجموعة من النصائح للمهتمين بتنكولوجيا الهواتف والباحثين عن آخر طرازاتها.
من بين هذه النصائح، ذكرت ندى الفضل “تخصيص وقت معين لاستعمال الهاتف وتجنّب التعلق المفرط والمرضي به، الذي قد يوصل الإنسان إلى حالة الإدمان”، و”الاشتغال على تنظيم الأولويات في الحياة التي تساعد على معرفة الأمور ذات أولوية أكثر من الهاتف”، و”ضبط الوظيفة الصحيحة والقيمة الحقيقية للهاتف من أجل استعماله بعقلانية”.
المصدر: هسبريس