اعتبر الناشط الأمازيغي والحقوقي أحمد عصيد أن الزيادة في عدد أساتذة اللغة الأمازيغية المخصصة لمباراة التعليم المقبلة، وإن كانت خطوة إيجابية في حد ذاتها، إلا أنها تبقى غير كافية على الإطلاق، مؤكدا أن تعميم تدريس الأمازيغية بهذه الوتيرة قد يستغرق 40 عاما.

وأوضح عصيد في تصريح خص به جريدة “العمق”، أن الحكومات السابقة قد عودتنا على مثل هذه الزيادات الطفيفة، مشيرا إلى أن الحاجة الحقيقية تتجاوز 2000 أستاذ في السنة وليس 600 أو 700 منصب فقط. وأضاف المصدر ذاته أن ورش تعميم الأمازيغية في السلك الابتدائي وحده يتطلب 18 ألف أستاذ، بينما لا يتوفر حاليا سوى 2100 أستاذ متخصص فقط.

وأشار المتحدث إلى أن هذا النقص الكبير في الموارد البشرية يعني أن الحكومة ستخرق القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الصادر منذ سنة 2019. وذكر المصدر بأن القانون التنظيمي نص صراحة على تعميم اللغة الأمازيغية في السلك الابتدائي في غضون خمس سنوات، وهي المدة التي انقضت بالفعل دون تحقيق هذا الهدف بسبب عدم توفير العدد الكافي من الأساتذة.

وخلص عصيد إلى أن السير بهذه الوتيرة البطيئة لن يسمح بالوصول إلى الأهداف المسطرة إلا بعد سنوات طويلة جدا، تتجاوز ما هو منصوص عليه في القانون للسلكين الإعدادي والثانوي أيضا. وتابع أن أي زيادة تبقى إيجابية لكنها تظل قليلة جدا بالنسبة للانتظارات ولما ينص عليه القانون بشكل واضح، مما يجعل الرحلة نحو التعميم الفعلي لا تزال في بدايتها فقط.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد أعلنت عن تخصيص 1000 منصب لتكوين أساتذة متخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية، وذلك في خطوة عملية تهدف إلى تسريع ورش تعميمها الفعلي على جميع مؤسسات التعليم الابتدائي في أفق سنة 2029.

وكشف إعلان الوزارة المتعلق بإجراء مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لدورة نونبر 2025، أن هذه المناصب الألف تندرج ضمن 3383 مقعدا مخصصة لمسلك تأهيل أساتذة التعليم الابتدائي.

وجاء هذا الرفع الملحوظ في عدد المناصب المخصصة للأمازيغية في وقت تسعى فيه الوزارة لتوفير الموارد البشرية اللازمة لتنزيل خارطة الطريق 20222026، والتي تضع تعميم تدريس الأمازيغية ضمن أولوياتها الاستراتيجية.

وأشار الإعلان إلى أن الاختبارات الكتابية للمباراة ستجرى يوم السبت 22 نونبر 2025، على أن يتم فتح باب الترشح إلكترونيا ابتداء من 30 أكتوبر إلى غاية 13 نونبر 2025.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.